هآرتس – بقلم: زهافا غلئون “في الأسبوع الماضي سمح جندي من وحدة غولاني في الخليل لنفسه بمنع جولة لأعضاء كنيست من “القائمة المشتركة”، رغم التنسيق المسبق، وحضر إلى لمكان ضباط شرطة ممن أجروا التنسيق. تشاجر الجندي تومر مع عضو الكنيست أحمد الطيبي وصرخ فيه: “من أنت.. من تكون”، ثم دفعه. وأعلن المتحدث بلسان الجيش بأن الجيش يدعم تومر. ومنذ ذلك الحين، تحول تومر إلى مشهور صغير في أوساط اليمين المتطرف. التقط صورة مع صورة لباروخ غولدشتاين وحصل على دعم من أليئور أزاريا، الجندي الذي قتل فلسطينياً مصاباً في الخليل في 2016، وبذلك تحول إلى شخص مشهور في أوساط اليمين.
تعلمنا حالة أزاريا بعض الأمور عن الديمقراطية في إسرائيل؛ فقد كان الرد الأولي لرئيس الأركان في حينه، غادي آيزنكوت، ورد القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي، هو تقديم أزاريا للمحاكمة بتهمة القتل. وبعد وقت قصير، وبسبب رد الجمهور العاصف، تم خفض التهمة إلى تهمة قتل غير متعمد، بسبب قتل شخص عاجز. قبل التعود على مصطلح “التحقق من القتل”، كنا نسمي قتل الأسير جريمة حرب بامتياز، وحكم على أزاريا بسنة ونصف سجناً فقط. وأدى الهياج العام إلى إقالة وزير الدفاع موشيه يعلون، الذي أيد تنفيذ القانون. وفي نهاية المطاف، خضع آيزنكوت، وخفض عقوبة أزاريا إلى 14 شهراً سجناً.
يجب التأكيد على أن تومر ليس أزاريا. شجاره مع عضو كنيست ليس عملية قتل. ولكنه فعل شديد الخطورة. في قضية أزاريا قال رئيس الأركان آيزنكوت بأن على الجمهور أن يقرر ما إذا كان الجيش الإسرائيلي جيشاً أم عصابة. فهم آيزنكوت القضية جيداً: قد يكون الجنود خطيرين على النظام الديمقراطي. هم موظفون عامون، مسلحون، ويعبرون عن الرؤية الأساسية لنظام ديمقراطي، التي تقول إن الدولة وحدها هي التي تحتكر استخدام القوة.
إذا تحطم هذا الاحتكار فسنتدهور بسرعة نحو الفوضى. وعندما يأخذ الجنود القوة التي منحهم إياها الجمهور بأيديهم ويستخدمونها ضده، ولا يعاقبوا على ذلك، فسنهبط إلى الهاوية. أجزاء الجمهور التي تطالب بعدم معاقبة الجنود مهما فعلوا، تقوض أسس النظام. المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي في بيان دعمه لتومر، حسم الأمر في هذا الأسبوع، وقال إن الجيش عصابة. حدث هذا في الأسبوع الذي عرفنا فيه أن الجيش الإسرائيلي يستخدم الحرب النفسية ضد الجمهور الإسرائيلي.
عضو الكنيست أحمد الطيبي هو أحد منتخبي الجمهور، وكره اليمين له لا يغير هذه الحقيقة. تخيلوا الضجة التي كانت ستندلع لو أن الجندي منع حرية الحركة لعضو كنيست يهودي. تذكروا العاصفة التي ثارت عندما استخدمت الشرطة القوة ضد أعضاء كنيست يهود أثناء المظاهرات في بلفور. العنف ضد أعضاء كنيست عرب مسموح بالنسبة لجزء كبير في الجمهور اليهودي. أطلقت الشرطة النار على عضو الكنيست أيمن عودة أثناء إخلاء أم الحيران. وكما نذكر أيضاً، قتلت يعقوب أبو القيعان، وبعد ذلك حاولت طمس عملية القتل. ولم يتم تقديم أي أحد للمحاكمة.