| أهالي بني سويف يدفنون شابا بمقابر الصدقة بعد 23 يوما من وفاته: منعرفش أهله

دائما ما نسمع عن غربة الحياة، لكن نادرا ما نسمع عن غربة الموت، كما حدث مع مجهول هوية، سقط من القطار، ليسطر القدر نهايته، وينتهي به المطاف إلى مقابر الصدقة.

لا أحد يعرف عنه سوى، أنه شاب أسمر اللون، يبلغ من العمر حوالى 35 عاما، يرتدي بنطلون جينز أزرق، وقميص أبيض.

يحكي أحمد الغرباوي، محفظ قرآن ومغسل بمستشفى الواسطى في محافظة بني سويف: «وقع من القطر عند قرية العطف من 24 يوم، انتقل على أثرها إلى مستشفى الواسطى ببني سويف، جسمه كان سليم، مفيش غير إصابات في دماغه، كان عنده نزيف في المخ، وصل المستشفى وكان لسه فيه الروح، الدكاترة بذلوا أقصى جهدهم لإنقاذه، لكن للأسف الشخص توفى».

إعلان وتأجيل الدفن.. ولم يستدل على هويته

لم يستدل على هويته، بالرغم من الإعلان عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، وتأجل الوقت المحدد للدفن، وانتهي أمره بمقابر الصدقة في بني سويف: «كان مجهول الهوية، ممعهوش أي حاجة لا تليفون ولا بطاقة شخصية، وحررنا محضرا بالواقعة، حطناه في المشرحة، والمفروض إن الدفن يكون بعد 15 يوم، لكن أخرناه لـ23 يوم، أملا في الوصول لأهله، ودفنه أمس الأول السبت الموافق 18 سبتمبر بمقابر العلالمة بمحافظة بني سويف».

ليس الوحيد

ليس أول شخص يتوفى ولا يعثر على أهله، بحسب «الغرباوي» في تصريحات لـ«» عن إجراءات دفن مجهولي الهوية، وطرق الإعلان عنهم، للاستدلال على أهلهم: «أنا شخص متطوع، كل يوم بقعد نص ساعة على المنتديات والجروبات والمراكز، وحصلت قبل كده كذا حالة تتوفى، وتكون مجهولة الهوية، وبيشاركني في الغسل مؤسسة الإمام ببني سويف، وبيتعمله جنازة، وناس كتير من أهل البلد بيطلعوا يصلوا عليه، للمشاركة في الخير، وبنكتب على قبره، لا إله إلا الله محمد رسول الله مجهول الهوية، وبنبقي حاطين أوصاف ملامحه، عشان نرجعلها فيما بعد لو وصلنا لأهله».