يجلس بجانب الطريق خائفًا يرتعد من شدة الكباء، ممسكًا بيده حقيبة ممتلئة بالألعاب، كان قد أحضرها ليلهو بها على شاطئ مدينة رأس البر، التابعة لمحافظة دمياط، قبل أن يفقد أسرته، ما جعل أهالي المنطقة يقسمون أنفسهم لفرق من أجل البحث عن أهله.
صوت بكاء الطفل لفت انتباه أحمد الماس، أحد الأهالي، الذي كان يمر من الشارع الموجود فيه، الساعة 1 صباحًا، وحاول التحدث مع التائه البالغ من العمر 5 سنوات، لكن الأخير كان رافضًا إخراج أي كلمة من فمه.
يحكي «أحمد» لـ«»، أنه بعد محاولات مع الطفل، عرف أن اسمه «حمدي»، وبعدها بدأ في محاولات البحث عن أهله، مضيفًا: «كان ساند ظهره على الحيطة، وقاعد بيعيط وخايف وعمال يقول يا ماما، وتعبت معاه في الكلام على ما قالي اسمه، وبدأنا ندور على أهله».
فرق للبحث عن أهل «حمدي»
جدعنة أهالي رأس البر، جعلتهم يقسمون أنفهسم إلى فرق مختلفة، وأخذوا يجوبون الشوارع سائلين المحلات والأفراد: «حد بيسأل على طفل تايه»، واستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدتهم في إيصال الطفل إلى أهل، ولم يأخذو وقتًا حتى وصلوا إلى أهل الطفل، وبحسب «أحمد»: «قسمنا نفسنا لفرق وفضلنا ندور في الشوارع على أهله، وبعدين لقينا أبوه وشكرنا كتير، وعرفنا إنهم مصطافين من مدينة أبو كبير في الشرقية».
المرة الثانية التي يتوه فيها الطفل
عرف «أحمد»، أن الأسرة المغتربة لم تهنأ في تلك الإجازة، لأن تلك هي المرة الثانية التي يضيع فيها الطفل: «هوا احنا مأخدناش وقت كتير، بس حطينا نفسنا مكان أهل الطفل ده، وبقينا ندور ونسأل عنه في كل مكان في رأس البر».