وحرصا من المركز على مواصلة تطهير أرض اليمن من دنس الخبث الحوثي الإيراني، تم التمديد والتجديد لعقد تنفيذ مشروع «مسام» عاما، بـ125 مليونا و981 ألف ريال سعودي، بما يعادل 33 مليونا و595 ألف دولار أمريكي.
بناء القدرات
وتنفذ المشروع كوادر سعودية وخبرات عالمية، من خلال فرق يمنية تم تدريبها على إزالة الألغام بجميع أشكالها وصورها، والتي زرعتها الميليشيات بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية، بهدف تطهير الأراضي اليمنية من مخاطر الألغام، من خلال التركيز على التصدي للتهديدات المباشرة لحياة الأبرياء جراء التعرض للأخطار الناجمة عن انتشار تلك الألغام. كما أن المشروع ينفذ أنشطة التدريب وبناء القدرات اليمنية في مجال نزع الألغام.. ولكشف كثير من التفاصيل والمعلومات حول المشروع وأهدافه حاورت «الوطن» مدير عام مشروع مسام المهندس أسامة القصيبي، الذي أكد أن المشروع يضم 500 موظف داخل اليمن موزعين ما بين نازعي ألغام وفريق إداري ولوجيستي وحراسات أمنية، إضافة إلى فريق خبراء مسام من السعوديين، وأضاف أن المشروع يعمل في المناطق المدنية البعيدة عن مناطق الصراع وهدفه تأمين حياة المدنيين في مساكنهم ومصادر عيشهم ومناطق تحركاتهم..
وفيما يلي نص الحوار:
* كم عدد الألغام الأرضية التي تم انتزاعها حتى الآن، وما أبرز المناطق التي تحوي على الألغام المزروعة؟
تمكنت فرق مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام منذ بدء عملها منتصف 2018 وحتى الآن من نزع وإتلاف 272 ألفا و770 لغما وعبوة ناسفة وقذيفة غير متفجرة من 9 محافظات يمنية.
وتعد محافظات تعز والحديدة والجوف وشبوة من أكثر المحافظات اليمنية المزروعة بالألغام وأكثر المحافظات التي سقط فيها ضحايا مدنيون بسبب الألغام.
تقارير حقوقية
* ما أنواع الألغام التي زرعها الحوثيون، وهل لديكم إحصائيات بأعداد الألغام التي انفجرت وعدد القتلى والمصابين؟
– الألغام المنتشرة غالبيتها محلية الصنع وتم تطويرها خلال السنوات الماضية، حيث تعتبر الألغام المحلية الصنع والعبوات الناسفة والمموهة على شكل أحجار وألعاب أطفال وغيرها من أكثر ما تم زراعته في المناطق السكنية والزراعية وتسببت جميعها بحسب تقارير حقوقية يمنية بمقتل وإصابة 10 آلاف مدني جلهم من النساء والأطفال.
جمع المعلومات
* مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية تم التمديد له لمدة عام، فما جهود المركز في إنقاذ اليمنيين من كوارث الألغام؟
– مشروع مسام حقق خلال مشواره الإنساني في اليمن إنجازات نوعية في إطار مهمته النبيلة لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، حيث تمكن عبر فرقه الهندسية البالغة 32 فريقا من تأمين مئات المناطق السكنية والأراضي الزارعية في محافظات «الجوف، مأرب، شبوة، البيضاء، عدن، تعز، الحديدة، لحج، الضالع»، وساعدت فرق مسام آلاف النازحين في العودة إلى منازلهم ومزارعهم بشكل آمن بعد أن حالت الألغام بينهم وبين منازلهم لسنوات، ومثلما عمل مشروع مسام على تخليص اليمنيين من أعداد مخيفة من الألغام، عمل أيضا على بناء خبرات محلية تعمل يدا بيد مع هذا المشروع الإنساني على كتابة هزيمة الألغام في اليمن عاجلا غير آجل.
معايير دولية
* ما الآلية التي من خلالها تقوم مسام بنزع الألغام، وكيف يتم تحديد مواقعها، وما الإجراءات المتخذة عند بدء عملية النزع؟
– تعمل فرق مسام بحسب المعايير الدولية المتبعة في نزع الألغام وتعتمد على آلية التطهير الشامل لكل المناطق المشتبه في زراعتها بالألغام، حيث يعتمد مشروع مسام على فرق مسح ميدانية تقوم بعملية المسح غير التقني والتي يتم فيها النزول إلى المناطق المدنية لجمع المعلومات من المجتمع المحلي ومعرفة المناطق الملغومة ومن ثم يتم رسم الحقول وتكليف فرق النزع والتطهير بالنزول إلى تلك المناطق لتأمينها بشكل كامل من الألغام.
موظفون وخبراء
* كم عدد أعضاء فريق مسام، وكيف يتم عملهم بين المحافظات اليمنية التي يشملها المشروع؟
– يعمل في مشروع مسام 500 موظف داخل اليمن موزعين ما بين نازعي ألغام وفريق إداري ولوجيستي وحراسات أمنية، إضافة إلى فريق خبراء مسام من السعوديين والأجانب وتتوزع فرق مسام على قطاعين هما:
1- قطاع مأرب ويتكون من 16 فريقا هندسيا تعمل في محافظات الجوف ومأرب وشبوة والبيضاء.
2- قطاع عدن ويتكون من 16 فريقا هندسيا تعمل في محافظات تعز والحديدة والضالع ولحج.
قنوات إعلامية
* كم كبير من الألغام تم انتزاعها، هل هناك تنسيق مع منظمات وهيئات حقوقية لعرض مثل هذه الانتهاكات الحوثية المخالفة لكافة القوانين الدولية في زراعة الألغام ؟ وكيف ترون التفاعل معكم؟
– مسام يعمل على إتلاف وتفجير جميع الألغام التي يتم نزعها من قبل فرقه الهندسية وهو منهج ثابت يتخذه المشروع لعدم استخدامها مجددا من أي طرف كان، وفيما يخص عرض الانتهاكات الحوثية في استخدام وصناعة ألغام مبتكرة محرم استخدامها دوليا، فإن مسام يعمل عبر قنواته الإعلامية على عرض وإبراز تلك الانتهاكات.
فمسام مشروع سعودي بامتياز، تمويله سعودي وإدارته سعودية، وهناك خطوط تواصل مع المنظمات الأخرى ولكن «مسام» يعمل بصفة منفصلة والجهة الوحيدة التي يعمل معها هي المركز التنفيذي اليمني للتعامل مع الألغام.
ألغام بحرية
* هناك ألغام بحرية تهدد الملاحة وطرق السفن وغيرها، هل نزع مثل تلك الألغام يدخل ضمن مشروع مسام، وكيف يمكن تحديد مواقع الألغام البحرية؟
– تمكن مسام خلال الفترة الماضية من تأمين عشرات السواحل ومرافئ الصيادين على امتداد مديريات الساحل الغربي وجرى تمكين الصيادين في أغلب مديريات الساحل من مزاولة أعمالهم بشكل آمن، ولعل أهم تلك المناطق هي منطقة باب المندب وذباب والمخاء والخوخه وجميعها مناطق ساحلية وسكانها يعتمدون على الصيد مصدر معيشتهم الأساسي، ولكن المشروع يختصر عمله على اليابسة وليس البحر، فهو يتعامل مع الألغام البحرية التي تجد طريقها للشاطئ.
إرهاب المجمتع
* ما أبرز المواقع التي يتعمد الحوثيون زراعة الألغام فيها، وما أكبر موقع تم تطهيره من الألغام؟
– الميليشيات زرعت الألغام في جميع المناطق الحيوية المرتبطة بحياة المدنيين من دون استثناء، وكل المحافظات اليمنية التي دخلتها الميليشيات تم زراعة الألغام فيها بخاصة المناطق الحيوية المرتبطة بحياة المدنيين ومصادر معيشتهم بشكل كثيف وعشوائي حيث زرعت الألغام في المنازل والطرقات وآبار المياه وحتى مدارس الأطفال والهدف من ذلك هو إرهاب المجمتع المحلي وخلق مجتمع معاق.
بصمات إيرانية
* تتردد معلومات حول وجود بصمات إيرانية على تلك الألغام، ما صحة ذلك، ولماذا لا يتم العرض لها أسوة بباقي الصواريخ التي تم عرضها من جانب التحالف والتي تؤكد البصمة الإيرانية؟
– توجد بصمات خارجية تدخل في صناعة الألغام والعبوات الناسفة. وبعض المواد المستخدمة في التصنيع مهربة من خارج اليمن. ومسام يعطي معلوماته لجهات الاختصاص وهم يقومون بدورهم، فليس من عمل مسام هذا الشق، فعملنا إنساني يقتصر على نزع وإتلاف كل ما نجده من الغام وعبوات وقذائف غير منفجرة من مناطق عملنا لتقليل عدد الإصابات بين الأهالي.
طرق عشوائية
* كل مشروع أو عمل إنساني يواجه بعض المعوقات، ما أبرز المعوقات التي تواجه عملكم في اليمن؟
– العمل في مجال نزع الألغام من أخطر الأعمال وأكثرها تعقيدا وصعوبة ولعل أبرز الصعوبات التي نواجهها في اليمن عشوائية الألغام وكثافة زراعتها وعدم وجود خرائط توضح وتحدد مواقع زراعتها، كما أن خطر الألغام الحوثية لا يقتصر على انعدام خرائط توضح مناطق زراعتها بل في الطريقة التي يعتمدها الحوثيون في توزيعها بطرق عشوائية، امتدت لمناطق مدنية. كما تفننت الميليشيات في طرق تحوير هذه الألغام وتمويهها لإلحاق أكبر عدد من الخسائر البشرية، فمنها التي تعمل عن بعد، وأخرى مموهة بلون الصخور والطبيعة، وهذا يتطلب من فرق مسام بذل المزيد من الجهد والعمل على مسح جميع المناطق المشتبه زراعتها بالألغام.
المناطق المدنية
* هل تمكنتم خلال وجودكم في اليمن من إحباط عمليات زراعة ألغام في الأراضي اليمنية، أو توفر لكم معلومات عن هذا، وكيف تم التعامل مع ذلك؟
– مشروع مسام يعمل في المناطق المدنية البعيدة عن مناطق الصراع وهدف مسام هو تأمين حياة المدنيين في مساكنهم ومصادر عيشهم ومناطق تحركاتهم وتمكن مسام من إبعاد المدنيين من خطر الألغام التي زرعتها الميليشيا بشكل ممنهج لقتل المواطنين وإلحاق الأذى بهم.