صحة حديث جنبوا صبيانكم المساجد

ما صحة حديث جنبوا صبيانكم المساجد ومجانينكم؟ وهل يجوز طرد الأطفال من المسجد؟
إذا كنت ترغب بالتعرف على الإجابة فننصحك بقراءة هذا المقال.

صحة حديث جنبوا صبيانكم المساجد

  • يتسائل الكثير من الأشخاص حول حكم اصطحاب الأطفال للمسجد، ومدى صحة رواية الحديث الآتي:
  •  «جَنِّبُوا مَسَاجِدَكُمْ صِبْيَانَكُمْ، وَمَجَانِينَكُمْ»، حيث يقوم الكثير من الأشخاص بطرد الأطفال من المساجد،
    أو معاملتهم بحدة أثناء تواجدهم به عملًا بهذا الحديث.

  • وكان رد دار الإفتاء كالآتي، فقد أوضح الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحديث الذى ورد فى سنن ابن ماجه القائل:«جَنِّبُوا مَسَاجِدَكُمْ صِبْيَانَكُمْ، وَمَجَانِينَكُمْ»،
    لا أصل له من الصحة، وقد أكد على ذلك الكثير من العلماء والمحدثين.
  • ومن الجدير بالذكرأن أغلبهم قد ذهبوا إلى الحكم عليه بالضعف.
  • قال البزار: لا أصل له، وكذلك قال عبد الحق الإشبيلي، وممن ضعفه الحافظ ابن حجر وابن الجوزي
    والمنذري والهيثمي وغيرهم.
  • كما أوضح الدكتور أحمد ممدوح أيضًا أنه إذا افترض صحة الحديث السابق عن سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقد يحمل معناه على أنه إذا كان اصطحاب الأطفال إلى المسجد قد يتسبب فى إلحاق ضرر بالمكان أو بالأشخاص ففى هذه الحالة لا يجوز اصطحابهم.

  • بالإضافة لذلك فقد أوضح أهل العلم أن من المستحب ذهاب الأولاد إلى المساجد إذا بلغ الولد سبعًا فأعلى.
  • كما أوضحوا أن الولد يضرب ضربًا خفيفًا إذا بلغ عشرًا ولم يحافظ على صلاته وذهابه للمسجد.
  • ونستدل على ذلك بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مروا أبناءكم بالصلاة لسبع
    واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع”
  • وكانت الحكمة من ذلك أن يتم تأهيل الولد للصلاة ويعلم الصلاة حتى يعرف الصلاة ويعتادها مع إخوانه المسلمين
    قبل أن يبلغ ذلك أسهل وأقرب إلى محافظتهم عليها.
  • بالإضافة لذلك فقد أوضحوا أن الأطفال أقل من سبع سنوات الأولى لهم ألا يتم اصطحابهم للمسجد.
  • لأنهم قد يسببون بعض الإزعاج والتشويش للمصلين.

ذلك الطفل الذي طردته من المسجد

  • عن شداد رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر وهو حامل حسناً أو حسيناً، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه عند قدمه ثم كبر للصلاة، فصلى، فسجد سجدة أطالها!! قال: فرفعت رأسي من بين الناس، فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد! فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك؟ قال: “كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته” (رواه النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي).
  • كما قال أبو قتادة رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت العاص -ابنة زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم- على عاتقه، فإذا ركع وضعها وإذا رفع من السجود أعادها (رواه البخاري ومسلم).
  • وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما فصعد بهما المنبر، ثم قال: “صدق الله، إنما أموالكم وأولادكم فتنة، رأيت هذين فلم أصبر”، ثم أخذ في الخطبة (رواه أبو داود).
  • وبناء على الأحاديث السابقة فهذا هو هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأطفال في المسجد.
  • لذا ففي طردهم والاعتراض على وجودهم مخالفة لهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    ويجب أن نعمل جميعًا بقول المولى عز وجل قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الآخِر} [سورة الأحزاب الآية21]
  • فلا يجوز لأحد أن يطرد الأطفال من المساجد لأنهم رجال المستقبل، وفي حال قيام الأطفال بالتشويش على المصلين، فيكم ألا يتم تعنيف أو نهر الطفل بل يترك الأمر لإمام المسجد ليعالج الموضوع بالحكمة.
  • ويجب عليه في هذه الحالة الاقتداء بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم،
    أى أن يتعامل بالرفق واللين فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    “إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه” (رواه مسلم).

حكم دخول المجنون للمسجد

  • أوضح أهل العلم أنه من واجب ولى أمر المجنون أن يمنعه من دخول المسجد.
  • وخاصة إذا كان يقوم ببعض التصرفات المؤذية، ويكون في ذلك دفعًا لأذاه عن المسجد والمصلين.
  • كما يجب عليه أيضصا السعي في علاجه.

وفي نهاية مقالنا اليوم نقترح عليكم التعرف على دعاء الخروج من المسجد والدخول إليه من السنة النبوية الكريمة