“أشكرك يا رب”.. حكاية فرحة بطلة سباحة برؤية صورتها في الشارع


05:38 م


السبت 16 أكتوبر 2021

كتبت- شروق غنيم:

بلهفة انطلقت بطلة السباحة دينا طارق، إلى شارع جواد حسني بمنطقة الإبراهيمية بالإسكندرية، ترافقها عائلتها لمشاركتها الحدث، بصوت جليّ صرخت الفتاة العشرينية “أخيرًا صورتي نزلت في الشارع”، بينما توثق الأم راندا السطاويسي اللحظة في بث مباشر عبر تطبيق “تيك توك”، ساعات وصار الفيديو متداولًا بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتشارك عائلة أكبر فرحة دينا.

مشروع أطلقه نادي سموحة لتشجيع أبطاله صائدي الجوائز في البطولات العربية والدولية، من خلال نشر صورهم في الشوارع بمحيط النادي بالإسكندرية. منذ قرابة شهر وتنتظر دينا بفارغ الصبر وجود صورتها مثل باقي رفاقها، كلما مرت من أمام المنطقة تتسائل “صورتي هتتنشر إمتى؟”. لذا كانت الفرحة عارمة حينما وجدتها أخيرًا، كما تحكي الأم ل.

لم تتوقع الأم أن تصل السعادة بنفس صغيرتها إلى هذا الحد “كنت حاسة قلبها هيقف من الفرحة”، خرجت الكلمات من صاحبة الـ25 ربيعًا بتلقائية فاجئت عائلتها “أخيرًا.. أشكرك يا رب”، تحكي راندا أن من حسن حظها وجود الصورة في مستوى منخفض في الشوارع “كنت قادرة تلمسها وتشوفها بشكل كويس”.

انتشر الفيديو بشكل كبير على المواقع المختلفة لوسائل التواصل الاجتماعي، تسبب في بهجة إضافية لبطلة السباحة الدولية من ذوي الهمم، صارت تسأل الأم مرارًا ما هي التعليقات التي استقبلتها على المقطع المصور حتى ترتوي أكثر من لحظات الانبساط “أنا وأخواتها اتصورنا معاها جنب الصورة، كنا عايزين نحضن الصورة معاها”.

بدأت دينا الاهتمام بالرياضة منذ كانت في الرابعة من عُمرها، لكن حينما أتمّت عامها السابع شُغفت برياضة السباحة، ومعها بذلت كل طاقتها في اللعبة حتى حصلت على جوائز محلية وعربية ودولية، عام 2010 فازت بثلاث ميداليات في البطولة العربية التي أٌقيمت في سوريا.

لكن في الأعوام التالية، كان حب دينا للرياضات الأخرى يكبر، صارت تمارس أكثر من لعبة في الوقت ذاته، ومن ضمنها الجمباز الفني والإيقاعي والتنس الأرضي، وفي عام 2015 حصلت في اللعبة الأخيرة على الميدالية الفضية في الفردي، والبرونزية في الزوجي في بطولة العالم التي أُقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية حينها.

وفي عام 2016 سافرت البطلة الشابة إلى إيطاليا لتشارك في بطولة العالم لمُصابي متلازمة داون في السباحة، وحصلت حينها على الميدالية البرونزية، فيما جاءت جوائزها في لعبة الجمباز الفني في بطولتي عربية ودولية، في عام 2018 حصلت على 4 ميداليات ذهبية في البطولة العربية، بينما 4 ميداليات برونزية وأخرى فضية في الدولية عام 2019.

ظل الحماس بداخل دينا لا ينطفئ، لكن في العام الماضي كان لجائحة كورونا أثرًا على نفس اللاعبة العشرينية بعد وقف التدريبات، غير أنها تجاوزت ذلك بالتدريبات المنزلية، فضلًا عن تقديم مقاطع فيديو تُقدم نصائح للاستمرار على التدريبات الرياضية في المنزل.

2

تلعب البطلة الشابة حاليًا رياضة التايكوندو أيضًا، بعدما أُتيحت في النادي ضمن الألعاب البارالمبية، فضلًا عن الجمباز الإيقاعي، تقول الأم راندا “الناس فاكرة أنه صعب ذوي الهمم يلعبوا جمباز إيقاعي، لكن دينا أثبتت العكس، وقدمت فقرة في احتفالية نادي سموحة لتكريم المتفوقين رياضيًا إمبارح”.

تحلم دينا أن تظل متألقة في الألعاب الرياضية، تأمل تقديم الأفضل دائمًا كما تحكي والدتها، بينما تركز جهودها حاليًا على إثبات نفسها في الرياضات الجديدة التي انضمت لها “وأنها تفضل محققة أفضل الأرقام في الألعاب اللي بتحبها”.