بين الكراسي الموجودة داخل سيارة ميكروباص، حقيبة بها عشرات الآلاف من الجنيهات، نستها صاحبتها ونزلت من الميكروباص، قبل أن يعثر عليها مسن عمره 70 عامًا، ويبدأ رحلة البحث عنها ويرجع لها الأموال مرة أخرى، رافضًا آخذ أي مبالغ منها، حتى ردها إليها في أمانةٍ نادرةٍ تجسدت فيه صفةً واسمًا.
رحلة البحث عن صاحب «شنطة» الفلوس
كان أمين عبد الحميد، عائدًا من منطقة «الألف مسكن» بمحافظة القاهرة، إلى محل إقامته بالمرج، وأثناء جلوسه رأى حقيبة الأموال التي جعلته يشعر بالخوف من المبلغ الكبير بها، وعاد إلى منزله وأحصى المال وصوره ليرفعه على مواقع التواصل الاجتماعي، آملاً في العثور على صاحب الحقيبة المفقودة.
يحكي «أمين»، لـ«»، أنه وضع رقم هاتفه على «فيس بوك»، ليتواصل معه صاحب المبلغ، وتلقى العديد من الاتصالات الهاتفية لأشخاص يدعون فقد أموالهم، مضيفًا: «لما شوفت المبلغ اتخضيت لأنه كبير جدًا، وكان شاغلني حالة صاحب الفلوس دي، وناس كتير كلمتني ولما سألتهم كام الفلوس بيقولوا أرقام غلط».
أمين: عرضت عليا فلوس وأنا رفضت
عشرات الاتصالات الخاطئة حتى صباح اليوم تلقاها الأمين «أمين» عندما تواصلت معه إحدى السيدات، التي وصفت الحقيبة كاملة وعرفت المبلغ الموجود فيها، واتفقا أن يتقابلا معًا ليرجع لها الأموال: «عرضت عليا فلوس بس أنا رفضت لأني معرفش هي محتاجاهم ليه، ممكن تكون عاوزاهم لعملية أو بتعاني من حاجة، والحمدلله مش محتاج فلوس، ورفضت أخدهم لأن أنا راجل على المعاش، والدنيا ورايا مش قدامي».
فرحة عارفة رآها «أمين»، في عيون السيدة التي انهالت عليه بالدعاء فور رؤيته، كأنها لم تصدق نفسها، فالمبلغ الذي طلب عدم ذكر قيمته، يبدو أنه يتخطى 50 ألف جنيهًا.