أشهر طويلة قضتها وهى تغالب حزنها على رحيل رفيق الدرب، مرّ الوقت عليها طويلاً وموحشاً، مرات عدّة اقتربت فيها من حافة الاكتئاب، لكنها لم تستسلم للحزن طويلاً، وكانت «الإبرة والكروشيه» أنيسها فى رحلتها، التى بدأت قبل أن تتم عامها الـ50 بنحو 5 أعوام، حتى تحولت التسلية التى هربت إليها للتعافى من الألم النفسى إلى مشروع ناجح يدر عليها دخلاً، أثبتت به أنّ «المستحيل» ضرب من الخيال، وأنّ الحياة يمكن وبكل بساطة أن تبدأ بعد الخمسين.
درست «أمل الفقى»، 55 عاماً، اللغة الإنجليزية فى جامعة عين شمس، وتخرّجت فى 1988، ما ساعدها على تنمية موهبتها، حيث استعانت بفيديوهات ومواقع إنجليزية لتطوير فن الكروشيه، وإخراجه من شكله التقليدى، ونجحت فى إدخال أدوات جديدة مثل الخوص والقماش والجلد الطبيعى والخشب والزجاج، وتحكى: «لما جوزى توفى والولاد كبروا، كنت محتاجة حاجة تشغل وقتى، والكروشيه نجح فى ده، خصوصاً إن حالتى النفسية كانت سيئة جداً».
بدأت «أمل» مشروعها بصفحة على «فيس بوك» بعد أن أطفأت شمعة عامها الـ50، كانت «وش الخير» عليها، بعد أن شجّعها أبناؤها على تحويل الموهبة، التى كان يخرج نتاجها كـ«هدية» للأهل والأصدقاء، إلى مشروع ناجح يدر عليها دخلاً ويشغل وقتها، ولم ترَ السيدة الخمسينية أنّ السن يمكن أن تشكل عائقاً أمام موهبتها وحلمها بمشروع يملأ عليها الوقت، إلى جانب «كورسات» الكروشيه التى تعطيها فى جمعيات خيرية للسيدات دون مقابل، لتشجيعهن على بدء مشروعاتهن الخاصة.
موهبة «أمل» ساعدتها على المشاركة فى المعارض التى تنظمها الدولة وعرض منتجاتها للبيع، مثل «تراثنا» و«ديارنا»، فتقول: «المعارض اللى بتنظمها الدولة عظيمة، لكن الإيجار كتير على صغار التجار اللى زيى، وبناشد الدولة تخفَّض السعر شوية».