أطول خسوف للقمر في 2021.. تفاصيل ظاهرة لن تحدث قبل 975 سنة


08:30 ص


الجمعة 19 نوفمبر 2021

كتب- يوسف عفيفي:

تشهد الكرة الأرضية، اليوم الجمعة 19 نوفمبر، خسوف جزئي عميق استثنائي، وسيكون معظم قرص القمر داخل ظل الأرض وستختفي إضاءته وسيبقى جزء صغير من القمر تصله أشعة الشمس المباشرة وستدوم مرحلة الخسوف الجزئي 3 ساعات و28 دقيقة و23 ثانية ما يجعله أطول خسوف جزئي منذ القرن الخامس عشر، وأطول خسوف في القرن الحادي والعشرون.

وقالت الجمعية الفلكية بجدة، إن هذا الخسوف هو الثاني والأخير في عام 2021، سيحدث والقمر في العقدة الصاعدة قبل يوم من وصوله إلى نقطة الأوج، وسوف يرصد الحدث بأكمله في أمريكا الشمالية والمحيط الهادئ وألاسكا وشرق أستراليا ونيوزيلندا واليابان ولن يكون مشاهداً في سماء السعودية ومصر أو الوطن العربي.

وأوضحت الجمعية عبر صفحتها على “فيسبوك”، أن المدة الإجمالية لهذا الخسوف من اللحظة التي يدخل فيها القمر شبه ظل الأرض حتى لحظة مغادرته ستكون حوالي 6 ساعات ودقيقتان وتعتبر هذه مدة طويلة بالنسبة لخسوف غير كلي – بعبارة أخرى، خسوف يحتوي فقط على مراحل شبه ظل والجزئي فقط.

وأشارت إلى أن سبب طول مدة هذا الخسوف، يرجع إلى أن ذروته العظمى تحدث قبل حوالي 41 ساعة من وصول القمر إلى نقطة الأوج – أبعد نقطة له عن الأرض – لهذا الشهر، لذلك سيتحرك بشكل أبطأ في مداره وعليه يستغرق وقتًا أطول للمرور عبر ظل الأرض.

ويحدث خسوف القمر عندما تصطف الشمس والأرض والقمر في خط مستقيم، بحيث تكون الأرض بين الشمس والقمر وتلقي بظلالها على سطح القمر، ففي كل مرة يدور القمر حول الأرض، فإنه يمر تقريبًا مقابل الشمس في السماء عند وصوله مرحلة البدر المكتمل ولو أن القمر يدور حول الأرض في نفس المستوى تمامًا الذي تدور فيه الأرض حول الشمس، فسوف يحدث خسوفًا عند اكتمال القمر كل شهر، إلا أن مدار القمر يميل بزاوية 5 درجات بالنسبة إلى مدار الأرض حول الشمس، وهذا يعني عدم حدوث اصطفاف لمراكز الشمس والأرض والقمر منتصف الشهر القمري.

وأشارت الجمعية الفلكية، إلى أن خسوف القمر الجزئي سيبدأ في تمام الساعة 10:18 صباحاً بتوقيت مكة، مع بداية دخول حافة قرص القمر في ظل الأرض ويتحرك القمر من غرب إلى شرق ظل الأرض وهي الحركة الطبيعية له في مداره حول كوكبنا، ويتبع ذلك وصول الخسوف ذروته العظمى عند الساعة 12:02 ظهراً بتوقيت مكة، وسيكون (97.9%) من قطر القمر في داخل ظل الأرض ويأخذ القمر اللون البرتقالي المحمر الذي يميز عادة الخسوف الكلي، ما سيجعل هذا الخسوف الجزئي حالة استثنائية، أما النسبة الصغيرة المتبقية (2.1%) من الطرف الجنوبي للقمر ستكون خارج ظل الأرض.

ونظرًا لأن هذا الخسوف يحدث قبل يوم واحد فقط من وصول القمر نقطة الأوج فإن حجمه الظاهري سيكون صغيراً جداً عند ذروة الخسوف العظمى حيث سيكون أقل بنسبة 6.1% من المتوسط وسيكون القمر المخسوف بالقرب عنقود الثريا والقلائص ونجم الدبران.

إن السبب في اكتساء القمر المخسوف اللون البرتقالي المحمر هو الغلاف الجوي حول الكرة الأرضية، فلو كان هذا الغلاف غير موجود فإن القمر سوف يكون أسودا لذلك ستبقى أشعة الشمس غير المباشرة قادرة على الوصول إلى القمر ولكن قبل ذلك عليها المرور خلال الغلاف الجوي الذي يقوم ببعثرة معظم الطيف الأزرق وسيتبقى الطيف البرتقالي والأحمر ويقوم الغلاف الجوي بعد ذلك بجعل ذلك الضوء ينحني ويصل إلى القمر ما سيجعله يضيء.

إن اللون الذي سيأخذه القمر فعليا سيعتمد على كمية الغبار والغيوم الموجودة في الغلاف الجوي، ما يعني أن ذلك متروك للرصد الميداني للخسوف.

وسيشاهد كذلك ظهور لون أخضر مزرق على إحدى حواف القمر مع وصوله ذروته العظمى والسبب أن الضوء القادم من الشمس عند عبوره أعلى طبقة الستراتوسفير يخترق طبقة الأوزون التي تمتص الضوء الأحمر وسيمر الضوء الأزرق ويصل إلى القمر، وهذا يحدث عادة مع خسوف القمر الكلي ولكنها حالة فريدة ستحدث مع هذا الخسوف الجزئي.

بعد ذلك سينسحب القمر تدريجياً للخروج من ظل الأرض إلى أن ينتهي الخسوف الجزئي وتعود كامل إضاءة قرص القمر الساعة 01:47 بعد الظهر بتوقيت مكة (10:47 صباحاً بتوقيت جرينتش).

إن خسوف القمر الجزئي سهل الرصد بالعين المجردة بدون استخدام معدات أو تجهيزات خاصة ولكن يمكن الاستعانة بالمنظار أو تلسكوب صغير لرؤية أفضل، وبعكس كسوف الشمس فإن خسوف القمر لا يؤثر على العين أبدا ولا توجد حاجة لاتخاذ احتياطات السلامة.

وأشارت الجمعية الفلكية بجدة، إلى آخر خسوف جزئي للقمر امتد لفترة أطول حدث في 18 فبراير 1440، وفي المرة القادمة التي ستشهد فيها الأرض خسوفًا جزئيًا للقمر سيكون طويل المدة مثل هذا الشهر بعد 975 سنة.

جدير بالذكر، أنه سيتبع هذا الخسوف الجزئي للقمر بعد أسبوعين كسوف كلي للشمس في الرابع من ديسمبر المقبل لن يكون مشاهدا في الوطن العربي.