تجردت أم من مشاعر الإنسانية والرحمة، ليكون قلبها أقسى من الحجر وتتخلى عن ابنها في الشارع واعتبرته ميتا في نظرها دون أي ذنب من الطفل، وحتى أخواله تعرضوا للطفل محمود، صاحب الـ14 عامًا، بالاعتداء والحرق بالكهرباء، ليطالب عمه، بتبني ابن شقيقه محمود عبد الرحيم الشهير بـ«الطفل الباكي»، وإنقاذه من الشارع واستضافته في دار رعاية، وهو ما حدث بالفعل بعد ظهوره مع الإعلامي عمرو الليثي.
مأساة الطفل محمود، تصدرت حديث مواقع التواصل الاجتماعي عقب ظهوره مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامجه «واحد من الناس»، متحدثًا عن تفاصيل تخلي والدته عنه بسبب رفض زوجها الجديد تواجده معهما، لتستضيفه مؤسسة بسمة للإيواء بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وتتكفل بعلاجه بالكامل سواء النفسي أو الجسدي.
النائبة إيناس عبد الحليم عضو مجلس النواب، تحدثت في مداخلة هاتفية لـ«» عن عقوبة الأم القاسية في القانون المصري: «لازم يكون في تشريع بتغليظ عقوبة الاستهتار والإهمال اللي ظاهرة دلوقتي، كأن معنى الأبوة والأمومة اختفى مع تطورات الحياة، وفي تعديل قانون الطفل رقم 12 لسنة 96 تم تعديله برقم 126 لسنة 2008، فمادة 96، اتكلمت عن ظروف تربية الأسرة في المدرسة ومؤسسات الرعاية، وأن الولد ميتحرمش من التعليم، وأن التعليم الأساسي ده ملزم بيه، وأن الأب والأم ملزمين بالإنفاق على الطفل ويحموه من أي حاجة يتعرض لها».
عضو مجلس النواب: الطفل لازم يكون ليه بيت مستقر
وتابعت النائبة، أنه في نص قانون الطفل لا يجب تحريضه على العنف ولا الأعمال المنافية للآداب: «مينفعش الطفل أخده علشان أخليه متسول، مينفعش أخده علشان يلم أعقاب سجاير ولا يبيع مناديل، لازم الطفل يكون ليه بيت مستقر فيه ومايكونش الطفل وسيلة مشروعة للتعايش ولا عائل مجتمعي، مينفعش أجيب أطفال كتير علشان أشغلهم، وإذا كان الطفل عنده مرض بيأثر على سلامته فهو له أماكن محددة، وفي عيب في بندين 3 و4 من قانون الطفل بيعاقب كل من يعرض طفل للخطر للحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن 1000 جنيه ولا تتجاوز 5000 جنيه، وفي نفس الوقت إن أُثبت اعتداء الأب أو الأم على الطفل أو أدى إلى وفاته، بيتعمل محضر إداري ومبياخدش أي عقوبة حفاظا على الأسرة، فده اللي خلى الإهمال واضح لأن مفيش عقاب، والتعديل اللي انا اقترحته إنه إذا ترتب على إصابة الطفل بجرح أو ضرب نشأ عنه قطع إيده أو أي عضو من أعضائه، نزود العقوبة 3 سنين أو 5 سنين، وإذا ترتب على إهمال الأب أو الأم الوفاة للطفل بيبقى في عقوبة تصل لمدة لا تقل عن 10 سنوات وعقاب مادي لا يزيد عن 10000 جنيه».
أستاذ القانون الجنائي: الأم تعاقب بحبس لمدة لا تقل عن 6 أشهر
وشرح الدكتور مصطفى السعداوي أستاذ القانون الجنائي، بجامعة المنيا، بأن ما فعلته الأم مع الطفل محمود، تعاقب عليه بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تزيد عن 3 سنوات وغرامة لا تقل عن 2000 جنيه ولا تتجاوز 5 آلاف جنيه، أو إحدى هاتين العقوبتين معًا، والأم التي تعرض أمن وأخلاق أو صحة أو حياة الطفل للخطر، أو إذا حرم الطفل بغير مسوغ من حقه ولو بصفة جزئية في الحضانة أو رؤية أحد والديه، أو إذا تخلى الملتزم بالإنفاق عنه، أو إذا حرم من حقه في تعليمه الأساسي، ينطبق عليها العقوبات السابقة: «هناك حالات كثيرة تنطبق على الأم وخاصة الحالة 12 من اللي حددهم المشرع إذا لم يكن للطفل وسيلة مشروعة للتعايش ولا عائل مؤتمن، والنيابة العامة في مثل هذه الواقعة ليست في حاجة إلى بلاغ، فهناك وحدة تعرف باسم (الرصد والبيان والتوجيه والإرشاد) تترقب مثل هذه الحالات التي تذاع على مواقع التواصل وتبدأ تحقق فيها من تلقاء نفسها، وبها محامٍ عام يتبع النائب العام خصيصا، وهذه الوحدة سوف تتصدى لهذه الواقعة لأنها تمس في حقيقتها اطمئنان الأسر المصرية».
آمنة نصير: ما فعلته الأم إثم ستحاسب عليه
ومن جانبها، أكدت آمنة نصير، أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، أن ما فعلته الأم مع الطفل محمود، هو بكل أسف عقوق، فكما يوجد عقوق من قبل الأبناء للآباء، يوجد عقوق من قبل الآباء للأبناء، وهو مرض إنساني ابتليت به البشرية من قبل الطرفين، وفي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: كفاك إثمًا أن تضيع من تعول»: «دي حالة شاذة معروف أن المرأة ليس لديها هذا الطبع بل المرأة تقاتل من أجل ابنها وتتجرع مرار الدنيا من أجل أبنائها، طالما جئت بهذا الطفل بنتا أم ولدا انت مكلف بأن تحميه وتربيه وتعلمه وتعالجه إذا مرض وتقف بجواره إلى أن يشتد عوده، إذا لم تفعل لك بنطبق عليك حديث الرسول، ومفيش إثم أشد نكرا وأشد تأنبيا وتحذيرا ممن يضيع من الآباء والأمهات من هم في وصايتهم أو رعايتهم أو يعولونهم».