فصل عرقي
مع تجاهل الغالبية السوداء، ولدت جنوب إفريقيا المعاصرة “بين البيض” في 1910، من اتحاد المستعمرين البريطانيين والأفريكانيين (أو البوير) الذين يتحدرون من أصول هولندية. واستند النظام الذي أنشأه الحزب الوطني الذي سيطر على الحياة السياسية في البلاد (1948 – 1994)، إلى 3 ركائز:
– قانون تصنيف السكان
– قانون الإسكان المنفصل
– قانون الأرض
وكان السكان يصنّفون منذ ولادتهم 4 فئات:
– بيض
– سود
– خلاسيون
– هنود
فصل عنصري في الحياة
في الحياة اليومية، خصصت حافلات ومطاعم وشبابيك تذاكر وحتى شواطئ للبيض. حظر الزواج المختلط والعلاقات الجنسية بين الأعراق. وكان السود يحصلون على تعليم أو رعاية صحية أقل جودة.
حجزت معظم الأراضي (87 %) للبيض. أجلي نحو 3,5 ملايين شخص قسرا ونقل السود إلى “بلدان السود” (أماكن للنوم) و”بانتوستانات” (محميات عرقية). وما زالت مشكلة إعادة توزيع الأراضي قائمة حتى اليوم. وحتى 1986، كان على السود التنقل حاملين “تصريحا”، أي وثيقة هوية تحدد المكان الذي يسمح لهم بالذهاب إليه تحت طائلة خطر السجن أو دفع غرامة.
عزلة دولية
لفتت مذبحة شاربفيل انتباه العالم إلى القمع الوحشي للنظام ما أدى إلى بدء عزلة جنوب إفريقيا دوليا. وتراكمت العقوبات الدولية ضد جنوب إفريقيا، فاستبعدت من الألعاب الأولمبية وطردت من هيئات الأمم المتحدة وفرض عليها حظر أسلحة.
أول انتخابات حرة في 1994
في فبراير 1990، فاجأ الرئيس فريدريك دو كليرك الذي كان قد تولى السلطة قبل 5 أشهر، البلاد بإضفاء الشرعية على المعارضة السوداء. فأفرج عن نيلسون مانديلا في 11 فبراير بعد 27 عاما في السجن. وبعد عام ونصف عام، في 30 يونيو 1991، ألغي نظام الفصل العنصري رسميا. لكن التحول الديموقراطي لم يكن سهلا وخاليا من العقبات. قاوم المتطرفون البيض التغيير بعنف، وتحول التنافس بين مقاتلي حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وحزب الزولو إنكاثا إلى أعمال عنف دامية. وأضيفت إلى ذلك هجمات كان يشنها متطرفون بيض (لا سيما حركة المقاومة الأفريكانية) وسود (الأفارقة من جيش تحرير شعب آزان).
وفي أبريل 1994، أجرت جنوب إفريقيا أول انتخابات متعددة الأعراق طاوية صفحة نظام الفصل العنصري. وعند انتخابه رئيسا قال نيلسون مانديلا “أحرار أخيرا”.