هل يتخلى الجمهوريون عن ترمب؟

بعد 5 سنوات من خضوعه بالكامل لرغبة زعيمه المتقلّب وقبل عام من انتخابات منتصف الولاية الحاسمة، بات الحزب الجمهوري على ما يبدو قادرا على إعادة رسم المشهد لحقبة ما بعد الرئيس السابق دونالد ترمب. وأثبتت نتائج انتخابات حكام الولايات التي فاز الجمهوريون فيها بفيرجينيا رغم ميلها إلى اليساريين بينما هزموا بفارق ضئيل لم يكن متوقعا في معقل الديموقراطيين نيوجيرسي، أمرا واحدا لا شك فيه وهو بأنه بإمكان الحزب تحقيق انتصارات من دون ترمب.

ترمب الأوفر حظا

قال الأستاذ المساعد للعلوم السياسية في كلية برنارد في نيويورك مات لاكومب “في هذه المرحلة، سيكون ترمب الأوفر حظا إذا اختار خوض الانتخابات الرئاسية في 2024”. وأضاف “لكن هناك احتمالا كبيرا أيضا بأن أي تنسيق بين المرشحين المحتملين ومسؤولي الحزب، قد يكون كافيا لمنعه من مواصلة أو النجاح في ترشّحه مرة ثانية”.

ويدرك السياسيون الجمهوريون الذين يرفضون الانصياع إلى أوامره بأنهم سيواجهون توبيخا علنيا وتحديا في الانتخابات التمهيدية من مرشّح آخر في الحزب إذا أثاروا حفيظة أنصاره. وقال المستشار السياسي في واشنطن تومي جودوين “رغم خسارته ما يزال دعمه (أي ترمب) للمرشحين يثير حماسة أنصاره ويدفع بالتبرعات قدما ويزيح منافسين في بعض الحالات ويجبر البعض على الانسحاب”.

تراجع قياسي

في فيرجينيا، فاز رجل الأعمال الجمهوري الثري جلين يونجكين بمنصب حاكم الولاية فكسب أصواتا أكثر من التي فاز بها ترمب في 2020، في الضواحي، خصوصا في أوساط النساء والناخبين المستقلين. وفيما سارع ترمب لينسب الفضل بذلك إليه، قلل يونغكين من أهمية دعم الرئيس السابق.

في نيوجيرسي أيضا، أبدى الجمهوري جاك تشيتاريلي مواقف داعمة بشدة لترمب في البداية حتى أنه تحدّث خلال تجمّع تحت عنوان “أوقفوا سرقة” الانتخابات عام 2020، لكنه نأى بنفسه عن الرئيس السابق خلال حملته الانتخابية الرسمية.

ويرجّح بأن تحتدم المعركة الانتخابية في الضواحي العام المقبل، عندما ستكون السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ و36 ولاية على المحك. ويرى العديد من الجمهوريين أن مفتاح النجاح هو الاستعارة بكثرة من “الترمبية” (أي نهج ترمب ومواقفه) مع تجنّبه شخصيا.

وتراجعت نسب التأييد للرئيس السابق إلى مستوى قياسي بلغ 34 في المئة بعد اعتداء السادس من كانون الثاني/يناير الذي شنّه الآلاف من أنصاره على مقر الكابيتول لمنع النواب من المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات.

وحض زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بالابتعاد عن انتخابات منتصف الولاية، قائلا للصحافيين “أعتقد أن علينا التحدث عن المستقبل لا الماضي”.

دعم ترمب

إلا أن رئيس اللجنة المعنية بحملة الجمهوريين لانتخابات مجلس الشيوخ للعام 2022 ريك سكوت قال لشبكة “إن بي سي” إنه سيكون من “الغباء” بأن يرفض أي جمهوري الحصول على دعم ترمب. وقال الاستاذ المساعد لدى جامعة جورج واشنطن بيتر لوج إن “دونالد ترمب حاليا في موقعه المفضل: مركز الاهتمام.. من الصعب التخيل بأنه قد يبتعد عن الأضواء لإفساح المجال لغيره”.

وكان ترمب أول رئيس منذ هربرت هوفر يخسر مجلسي النواب والشيوخ والبيت الأبيض في فترة رئاسية واحدة. ولفت الاستاذ المساعد الذي يشغل منصب رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة توليدو سام نلسون إلى أنه “حتى الآن، لم يحقق المرشحون الذين دعمهم ترمب مكاسب”. وأضاف “بينما يسعى مرشحو الانتخابات التمهيدية الجمهوريون بشكل نشط للحصول على دعمه، الذي يعد قيّما في الانتخابات الجمهورية، إلا أن هذا الدعم نفسه قد يكون خطيرا بعض الشيء في انتخابات عامة إذ أنه قد يدفع الديموقراطيين للمشاركة بشكل أكبر للتصويت ضد مرشّح مدعوم من ترمب”.

بدوره، يعتقد لوج بإمكانية صعود منافسين يرون أن لا شيء لديهم ليخسروه، إلى جانب آخرين يشعرون بالقلق على مستقبل الحزب الجمهوري والبلاد. وقال “ستحدد انتخابات منتصف الولاية عام 2022 إلى حد بعيد مستوى الدعم الذي سيحصل عليه ترمب في 2024”.

وأضاف “إذا فاز مرشحون مدعومون من ترمب في الانتخابات التمهيدية والعامة، سترتفع أسهمه. وإذا خسر المرشحون المدعومون من ترمب في الانتخابات التمهيدية والعامة، فستتراجع أسهمه”.