على أرصفة أحد شوارع الدقي بمحافظة الجيزة، وخلف قفص خشبي صغير تعتليه مجموعة قليلة من حِزم النعناع، تجلس «هالة»، في العقد الثالث من عمرها، تحمل طفلتها الرضيعة، وعلى جانبيها يجلس أطفالها الأخرون، والتي وجدت نفسها مضطرة للعمل في الشارع بعد أن حُبس زوجها وأصبحت بلا عائل.
هالة جمال، 36 سنة، من أبناء مدينة الحوامدية بمحافظة الجيزة، تحكي في حديثها لـ«»، أن زوجها تعرض للحبس بسبب مشاجرته مع زوج أخته: «عوَّر جوز أخته وأتحبس من حوالي سنة، وقتها كنت حامل في بنتي الأخيرة.. وقبل ما يتحبس كان بيجي كل فترة يقعد معانا شوية ويمشي من غير ما يصرف على عياله».
التكفل برعاية 4 أبناء
تروي «هالة» أنها لم ترض عما فعله زوجها، ولذلك لم تذهب لزيارته في السجن: «أنا أهم حاجة عندي عيالي.. عايزة أربيهم ومش عايزة حاجة تاني»، وأنها لديها 3 بنات هما فاطمة 7 سنوات، وجنة 5 سنوات، ووعد نحو شهرين، بالإضافة إلى «صلاح»، 13 سنة، وهو ابن زوجها من الزوجة الأولى، وتربيه رفقة أبنائها.
بعد أن وجدت «هالة» نفسها بلا عائل يُعينها على تربية أطفالها، قررت الخروج إلى الشارع لبيع حِزم النعناع: «مأجرة مكان عايشة فيه عبارة عن مدخل البيت وأوضة وحمام، بدفع له 400 جنيه في الشهر غير المياه والكهرباء والأنبوبة»، وأنها حاولت الحصول على معاش «تكافل وكرامة»، لكنها لم تستطع.
تأتي «هالة» رفقة أطفالها من مدينة الحوامدية يوميًا لتقضي قرابة الساعة في الطريق، تتكبد فيها 20 جنيهًا للمواصلات، ومثلهم أثناء عودتها، لتبيع النعناع في أحد شوارع حي الدقي: «هناك مفيش حد بيساعدنا بحاجة، إنما هنا الناس حتى لو مشترش بتديني فلوس»، وأنها تحازل أن تُبقي أطفالها في المنزل أثناء خروجها، إلا أنهم يصرون على ملازمتها.
«هالة»: نفسي في مشروع أصرف منه على عيالي
«كان المفروض بنتي فاطمة تدخل المدرسة السنة دي بس مقدرتش أدخلها»، هكذا ختمت «هالة»، وأنها لا تتمنى سوى مشروع يُعينها على التكفل بأطفالها ورعايتهم.