وفي هذا السياق، حذر الباحث فى الشأن الإيراني أسامة الهتيمي من أن الوضع فى لبنان يزداد سوءاً فى ظل هيمنة «حزب الله» على الدولة، مؤكدا أن شريحة كبيرة من اللبنانيين تحمل المليشيا وزعيمها الإرهابي حسن نصر الله ما آلت إليه البلاد من صراعات وانقسامات. وشدد على أن إبعاد تلك المليشيا عن الساحة اللبنانية بات ضرورة قوية لتعافي البلاد من أزماتها لكون ممارساتها أدت إلى عزلة لبنان دولياً وعربياً. ولفت إلى أن تبعية الحزب تفرض عليه أن تكون كل تحركاته تنفيذا للأجندة الإيرانية، وليس لخدمة لبنان وشعبه، الأمر الذي أوقع الحزب مرارا وتكرارا في فخ ضرب ومعاداة المصالح اللبنانية.
وأضاف لـ«» أن مظاهر اختطاف الحزب ظهرت جلياً خلال العقود الماضية؛ منها سوء استغلال ما عرف بالثلث المعطل وفرض الإملاءات وممارسة الضغوط على الحكومات اللبنانية المتعاقبة والتورط في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري 2005، والاجتياح المسلح من قبل عناصر الحزب العاصمة بيروت مايو 2008، ثم اجتياح ما عرف بالقمصان السود شوارع بيروت للضغط على سعد الحريري للتنحي، والإتيان بحكومة تابعة للحزب، وتعطيل حكومة تمام سلام لنحو عام، والتورط في عمليات تهريب عبر المعابر الحدودية التي يسيطر عليها. واتهم حزب الله بإدخال البلاد في حالة من الفراغ السياسي لنحو عام للضغط على الكتل السياسية لانتخاب ميشال عون والمشاركة في الحرب السورية، وهو ما تجاوز المبدأ اللبناني الثابت بعدم التدخل في شؤون الآخرين.
وتحدث الهتيمي عن سلسلة طويلة من المظاهر التي كانت آخرها الأزمة التي تسبب فيها الحزب بين لبنان والدول الخليجية الداعم الاقتصادي الأول للبلاد طيلة العقود الماضية، لافتا إلى محاولة استعادة الدولة اللبنانية دورها، وأن عددا من نخبه الثقافية والسياسية يسعون إلى انتزاع نفوذ الحزب عبر تشكيل ما يسمى بـ«المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني»، وهي الجهود التي بلا شك تحتاج إلى كثير من الوقت والدعم حتى تؤتي أكلها.