بملابس غير مهندمة وملامح طفولية بريئة، تسعى جاهدة على قدميها طالبة تحصيل الرزق، من خلال بيعها للمناديل متحدية كافة الصعوبات التي تواجهها، لتتحمل مسئولية أسرتها المكونة من أربعة أفراد منذ نعومة أظافرها، حاملة على كاهلها نفاقاتها التعليمية ومصاريف أسرتها من مأكل ومشرب، وعلى الرغم من ذلك تحرص دائمًا على حضورها للمدرسة ودروسها قبل نزولها من منزلها للعمل.
دنيا محمد عبدالوهاب الشهيرة باسم «مريم»، من مركز مغاغة التابع لمحافظة المنيا تبلغ من العمر 11 عامًا طالبة في الصف الخامس الابتدائي، وعلى الرغم من وجود والدها ووالدتها على قيد الحياة فهي العائلة لأسرتها، وتتحدث عن ذلك بكل فخر واعتزاز لا تلقي اللوم على والدها المقيم بالمنزل دون عمل.
حب وتشجيع الأهالي لـ«مريم»
وقالت مريم لـ«»، إنها تكره البقاء في المنزل فهي تحب العمل والحركة من أجل مساعدة أسرتها لصعوبة ظروفهم المادية؛ لذا تتجول بشوارع المدينة من أجل بيعها للمناديل، لتحظى بحب واهتمام العديد من الأهالي؛ نظرًا لاجتهادها وتشجعيها على العمل أفضل من التسول بالشوارع وخوفًا عليها بأن تصبح في يومٍ ما من أطفال الشوارع المتسولين.
مشوار مريم التعليمي
وأوضحت «مريم» عن كيفية ترتيب يومها بين مدرستها والعمل قالت: «بروح المدرسة الصبح وبرجع منها بعد الضهر كدا، وبعدها بطلع على الدروس عند الأبلة وبعد الدرس بروح البيت وأطلع على الشارع بقا عشان أبيع علب المناديل وبخلص شغل على الساعة 11 كدا، وبرجع البيت بقا أذاكر شوية وأعمل الواجب قبل ما أنام عشان المدرسة تاني يوم الصبح».
كل ما تحلم به مريم
وأضافت الطفلة خلال حديثها، أن كل ما تتمناه هو الحصول على «كوتشي بينور»، فهي لا تريد بأن تكون كغيرها من البنات لها ألعابها الخاصة، «أنا مش بحب أفضل قاعدة في البيت زي البنات أنا بحب انزل الشارع أبيع مناديل عشان مفيش غيري اللي بيصرف على البيت». مستكملةً حديثها بأن مستواها بالمدرسة جيد إلى حدٍ ما، مُضيفةً بأنها توفر من نفقاتها هي وأسرتها 150 جنيها لكي تدفعها لمعلمتها في نهاية كل شهر وذلك من أجل الدروس.