سميت سورة يوسف بهذا الاسم لأنها ذكرت قصة نبي الله يوسف كاملة دون غيرها من سور القرآن الكريم،
وهي سورة مكية ما عدا الآيات 1،2،3،7 فمدنية، وهي السورة الثانية عشرة في ترتيب سور المصحف،
وقد نزلت بعد سورة هود، ومن الجدير بالذكر أن اسم نبي الله يوسف قد ذكر فيها أكثر من 25 مرة،
وفي هذا المقال سوف نوضح لكم فضل قراءة سورة يوسف وفوائدها.
فضل قراءة سورة يوسف وفوائدها
- أوضح أهل العلم أنه لا يوجد في الأحاديث النبوية الشريفة ما يدل على فضل سورة يوسف،
إلا أنهم قد استنبطوا فضلها من بعض الأخبار والروايات، مثل الآتي: - عن مصعب بن عمير لمَّا قَدِمَ المدينة يُعَلِّم الناس القرآن بعث إليهم عمرو بن الجموح ما هذا الذي جئتمونا به؟
فقالوا إن شئت جئناك فأسمعناك القرآن ، قال :نعم فواعدهم يوما فجاء فقرأ عليه القران
” الر تلك آيات الكتاب المبين إنَّا أنزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون ” . - كما ورد عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال سمعت عمر عنه يقرأ في الفجر بسورة يوسف .
- بالإضافة لذلك فقد قال عطاء: لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح إليها .
- وقال خالد بن معدان: سورة يوسف ومريم مما يتفكه بهما أهل الجنة في الجنة .
- كما قال السعدي في تفسيره: فصل في ذكر شيء من العبر والفوائد التي اشتملت عليها هذه القصة العظيمة التي قال الله في أولها: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ، وقال: لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ، وقال في آخرها، لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأولِي الألْبَابِ ـ غير ما تقدم في مطاويها من الفوائد فمن ذلك:
أن هذه القصة من أحسن القصص وأوضحها وأبينها، لما فيها من أنواع التنقلات، من حال إلى حال،
ومن محنة إلى محنة، ومن محنة إلى منحة ومنَّة ومن ذل إلى عز، ومن رقٍّ إلى ملك، ومن فرقة
وشتات إلى اجتماع وائتلاف، ومن حزن إلى سرور، ومن رخاء إلى جدب ومن جدب إلى رخاء،
ومن ضيق إلى سعة، ومن إنكار إلى إقرار، فتبارك من قصها فأحسنها، ووضحها وبيَّنها.
فضل سورة يوسف للمهموم
- سورة يوسف إحدى السور المكية التي تناولت قصص الأنبياء.
- وقد أفردت الحديث عن قصة نبي الله ” يوسف بن يعقوب ” وما لاقاه من أنواع البلاء،
ومن ضروب المحن والشدائد من اخوته ومن الآخرين في بيت عزيز مصر،
وفي السجن وفي تآمر النسوة حتى نَجَّاهُ الله من ذلك الضيق،
والمقصود بها تسلية النبي بما مر عليه من الكرب والشدة وما لاقاه من أذى القريب والبعيد. - ومن الجدير بالذكر أن السنة النبوية الشريفة لم يرد فيها ما يدل على فضل سورة يوسف للمهموم،
إلا أن أهل قد أوضحوا أن قراءة هذه السورة بتدبر سوف تبعث في نفس كل مهموم أو مظلوم الأمل،
وتزيد من يقينه في نصرة الله عز وجل للمظلوم مهما طال الوقت.
أسباب نزول سورة يوسف
- عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص في قوله عز وجل ” نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحْسَنَ القَصَصِ ”
قَالَ : أُنْزِلَ القرآن عَلى رسولِ الله فتلاه عليهم زمانا فقالوا : يا رسول الله لو قصصت فأنزل الله تعالى
“الر تِلكَ آياتُ الكتابِ المبينِ ” إلى قوله ” نَحْنُ نَقُصُّ عَليكَ أَحْسَنَ القَصَصِ” الآية فَتَلاهُ عليهم زمانا
فقالوا: يا رسول الله لو حدثنا فأنزل الله تعالى ” اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا ” قال كل ذلك ليؤمنوا بالقرآن . - كما قال عون بن عبد الله ملَّ أصحاب رسول الله فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى الله
” اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا” الآية قال : ثم أنَّهم مَلُّوا ملة أخرى فقالوا :
يا رسول الله فوق الحديث ودون القرآن يعنون القصص فأنزل الله تعالى ” نَحنُ نَقُصُّ عَليكَ أَحْسَنَ القَصَصِ ”
فأرادوا الحديث فدَلَّهم على أحسن الحديث وأرادوا القصص فَدلَّهم على أحسن القصص.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، ويسعدنا مشاركتكم لنا في التعليقات.