| أهالي مصر القديمة ينقذون مشردة فلسطينية: «أصيبت في حادث وفقدت الحركة»

بملابس مهترئة وشعر أشعث، اعتادت «ماما ملك» مثلما لقبها أهالي منطقة الجيارة بمصر القديمة، على النوم في الشوارع على بطانية قديمة وإلى جوارها كيس يحتوي على قطع من الخبز وفصوص من البرتقال وزجاجة مياه، أصبح الرصيف هو رفيقها الوحيد، وحيوانات الشارع تؤنسها طوال الوقت، عاشت مشردة لأشهر طويلة، والمارة يعطفون عليها، تارة يقدمون لها الطعام وأخرى يعطونها الملابس، ولكن ساءت حالتها للغاية بعد أن تعرضت لحادث سيارة لتصاب بكسور عديدة وقرح فراش وجروح خطيرة، جعلتها غير قادرة على الحركة إلى أن استضافتها دار رعاية ونقلتها إلى المستشفى في حالة حرجة.

يروي محمود وحيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، أنه تلقى استغاثة من سكان منطقة «الجيارة» بوجود سيدة مشردة وفي حالة صحية خطيرة، وذهب إليها فريق الإنقاذ للاهتمام بها: «اللي نعرفه عنها أن اسمها ماما ملك ومش عارفين اسمها الثنائي، عندها 80 سنة، فلسطينية الجنسية وعايشة في مصر من سنة 1976، وفضلت موجودة في الشوارع لفترة طويلة جدًا».

عاشت عمرها في الشارع وتعرضت لحادث سير

السيدة الفلسطينية المشردة، لم يكن معها أي أوراق ثبوتية، وعندما تم العثور عليها، كانت تعاني من كسر في الحوض والظهر، وكسر مضاعف بالقدم، وخلع بالكتف، بالإضافة إلى جروح متفرقة في الجسم وقرح فراش من الدرجة الرابعة، وارتفاع في ضغط السكر والدم: «حالتها الصحية كانت متدهورة جدًا بسبب تعرضها لحادث سير ووجودها في الشوارع لوقت طويل، وإحنا عملنا لها في الدار الإسعافات الأولية والنظافة الشخصية واعتنينا بيها ونقلناها لمستشفى أم المصريين»، بحسب حديث «وحيد» لـ«».

السيدة الفلسطينية المشردة ترقد بالمستشفى 

عدم وجود أوراق ثبوتية، لم يقف عائقًا أمام دار الرعاية من أجل التكفل بالسيدة الفلسطينية المشردة والاعتناء بها: «على حسب روايتها هي عندها ابن، لكن محدش يعرف عنه أي معلومة نهائيًا، هي يعتبر عايشة عمرها كله في الشارع ومعروفة بين الأهالي، وهي في البداية كانت في وحدة الحالات الحرجة، وبعدها تم نقلها للعناية المركزة بسبب اشتباه كورونا، وحاليًا محجوزة في الجراحة بالمستشفى، لتحديد موعد لدخولها العمليات لتنظيف قرح الفراش تحت التخدير بسبب خطورتها، ثم نقلها إلى الدار واستضافتها».