| «سمر» مطلقة من ذوي الهمم دون مصدر دخل: مش قادرة أصرف على بناتي

بخطوات ثقيلة وجسد نحيف وساقٍ ملتوية، تتحرك الأم العشرينية «سمر»، في شوارع حي الدقي، حاملة ابنها على صدرها .. تقبض على عكازها لتستعين به على الحركة، معلنة بصراحة شديدة أنها تخرج إلى الشارع لتتسوَّل كي تتمكن من إعالة بناتها الثلاثة بعد طلاقها.

سمر جابر، 29 سنة، من سكان قرية صفط اللبن مركز كرداسة محافظة الجيزة، مُطلقة منذ عامين، ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، وُلِدت بإلتواء في ساقها اليسرى، ولم تجد أمامها بعد طلاقها إلا أن تخرج إلى الشارع توزع أذكارًا على المارة أملًا في الحصول على بعض الجنيهات تعول بها بناتها، بحسب ما روت لـ«».

«سمر» تعترف بتسولها وتعلن عجزها عن التكفل ببناتها 

ما يميز «سمر» عن كثيرين، أنها لم تتجمل أو تحاول أن تُخفي تسولها خلف بيع الأذكار، وإنما أعلنت ذلك بكل صراحة موضحة أنها عجزت عن العمل ولا تجد من ينفق عليها وبناتها: «بجيب رزق عيالي وأرجع»، مُضيفة أنها بعد طلاقها من زوجها بسبب خلافات أسرية بينهما، لجأت للعيش في شقة متواضعة برفقة والدها الذي يعيش وحيدًا.

لم تنتهِ معاناة الأم العشرينية وبناتها بعد ذهابهن للعيش برفقة والدها، إذ أن الشقة لا تضم سوى مرتبتين متهالكتين لا تحمي أطفالها من البرد، كما أنها تفتقر إلى كل سُبل المعيشة من بوتاجاز وغسالة وثلاجة، وحتى الدولاب يعوضون فقدانه بكرتونة بسيطة يخزنون فيها ملابسهم الأكثر بساطة: «أبويا بينام على مرتبة وأنا وعيالي على مرتبة»، بحسب «سمر».

«سمر»: بخاف حد يشوفني من الجيران 

تأتي الأم كل يوم من صفط اللبن إلى حي الدقي، أو أيًا من الشوارع البعيدة عن محل سكنها، بعيدًا عن نظرات الجيران كي لا تزيدها مرارة على مرارتها، وهو ما يُرغمها في أحيانٍ كثيرة على تكبد نصف ما جمعت خلال يومها في المواصلات.

ما زاد من آلام «سمر»، أنها لا تحصل علي معاش لإعاقتها ولا تمتلك كارت الخدمات المتكاملة: «مش عارفة أجري على ورق المعاش ومكنتش أعرف إن فيه حاجة اسمها كارت خدمات».

في النهاية وبسبب كل الآلام التي تقاسيها الأم مُتحملة قسوة بعض الأشخاص ونظراتهم الجارحة، تتمنى أن تعيش في شقة «آدمية» تحميها وبناتها ووالدها من البرد، وأن تمتلك مشروعًا صغيرًا تكسب من خلاله قوت يومها.