خطاب رئيس وزراء اسرائيل في مؤتمر ميونخ للامن دليل على فقدانه لاعصابه وثقته بقوة اسرئيل..

عشية التوقيع المتوقع على اتفاق نووي جديد تلتزم استنادا له ايران بعدم انتاج النووي وترضخ لاجراءات تفتيش تقوم بها الهيئة الدولية المسئولة عن الطاقة الذرية وتلتزم فيها بالوقت ذاته الدول الاوروبية والولايات المتحدة بمجموعة من القرارات المتصلة بحرية التعامل التجاري والاقتصادي الايراني مع دول العالم دون خشية عقوبات تنزل بالمتعاملين مع ايران من واشنطن واوروبا قياما قعودا ، لكن المهم اكثرمن هذا في خطاب رئيس وزراء اسرائيل هو ما كشفه هذا الرئيس الذي لا يمتلك الخبرة السيايبة اللازمة بل يمتلك العنصرية المتطرفة التي يمكن ان تفضح نفسها نتيجة فقدان اعصابها او التوازن في اتخاذ القرار بيدها ، ماذا قال بينيت في مؤتمر ميونخ !!

قال بينيت ان الاتفاق النووي المنوي التوقيع عليه لا يعني اسرائيل مطلقا واضاف ان اسرائيل ستتابع مطاردتها لايران ليس فقط في السلاح النووي بل لمنعها من تطوير اسلحتها الصاروخية والقيام بعمليات في منطقة الشرق الاوسط واعلن بينيت بكل عجرفة مختلة الثقة بالنفس بان اسرائيل هي اقوى دولة في المنطقة .
رئيس وزراء دولة يعلن انه هو ودولته الاقوى في منطقة الشرق الاوسط بينيت لم ياخذ بعين الاعتبار ان الشرق الاوسط يضم السعودية ويضم العراق ويضم سوريا ويضم مصر ويضم السودان واليمن ولبنان والاردن وفلسطين الى آخره هو الاقوى وهذا تهديد لكل دول المنطقة التي ترفض السير ضمن منهج اسرائيل في معاداة ايران والتهيئة لتوجيه ضربات عسكرية لمؤسساتها النووية .
والاخطرمن ذلك ان بينيت كشف بكل وضوح ان بامكان اسرائيل ان تتعايش مع ايران اذا امتلكت السلاح النووي لكنه لا يريد لايران ان تمتلك السلاح النووي .
ليس هذا كل شيء فقد اضاف المتعجرف الفاقد للثقة بالنفس اضاف انه لا يريد لايران ان تستخدم عائدات النفط والقوة النووية  السلمية في تطوير صناعاتها العسكرية والصاروخية تحديدا وتطوير اقتصادها لان حسب قول بينيت هذا الريع الذي ستجنيه ايران من خلال بيع نفطها وغازها سيذهب الى وكلائها في المنطقة الذين يقومون بشن حرب على المصالح الاسرائيلية والمصالح الغربية وتحدث بنبرة الاستاذ على كل المندوبين الاوروبيين في المؤتمر قائلا ان الخطر لا يتحدد بذلك الذي تشكله ايران ضد اسرائيل فقط بل ان خطر ايران التي تستثمر اموالها في الصناعات العسكرية وفي دعم حركات الارهاب (حسب قوله) هو خطر على كل الدول الاوروبية باسرها لا بل على العالم اجمع ، لسنا بصدد استعراض كل ما قال بينيت لكن نريد ان نتوقف هنا ونركز هلى جوهر اهداف اسرائيل من وراء معاداتها لايران ومحاولة انشاء حلف من دول المنطقة خليجيا وسعوديا لمواجهة ايران وشن الحرب عليها باشكال متعددة ، الهدف الاسرائيلي هو منع ايران من التطور .
هذا واضح كل الوضوح ان جوهر الاهداف الاسرائيلية من وراء معاداة ايران هو منع  تطور ايران تطورها صناعيا وتطورها تجاريا وتطورها نفطيا ومن كل انواع التطور الذي يمكن لعائدات النفط الايرانية ان تجلبه لايران من خلال استثمارات مدروسة جيدا هذه هي خشية اسرائيل الاساسسية ولذلك فان بينيت لا يريد لايران ان تخصب اليورانيوم الى درجة تستطيع تحويله الى مادة  لانتاج الطاقة صلبة فاليورانيوم المخصب الصلب يستطيع ان ينتج من الطاقة الكهربائية ما يكفي ايران وجيران ايران بحيث تصبح الطاقة الكهربائية المستخدمة في الصناعات اوفي مساعدة جيران ايران تصبح مادة ثمينة جدا وتسهل الطريق على ايران لتطوير صناعاتها محليا وبالتعاون مع دول صناعية كبرى ويشغل بال بينيت ان مثل هذه العائدات واستثمارها في ظل اتفاق استراتيجي للتحالف وقعته ايران مع الصين ووقعته من جهة اخرى مع روسيا مثل هذا سوف يجعل من ايران قاعدة صناعية كبرى تهيمن على المنطقة من ناحية منتجاتها وتساعد حركات التحرر التي يسميها بينيت حركات الارهاب في المنطقة تلك الحركات التي ستستمر في برنامجها للتصدي للكيان العنصري الذي زرع على ارض فلسطين واحقاق الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني،
هذ ما يخشاه بينيت ايران دولة كبرى صناعية ذات دخل هائل تربطها اتفاقية تعاون استراتيجي مع الصين وتربطها من ناحية اخرى اتفاقية تعاون استراتيجي مع موسكو وهذا ما يقلقه ايضا قلقا شديدا ، اذن الامر ليس القنبلة النووية فقد قالها بكل بساطة ان اسرائيل تستطيع ان تتعايش لانها دولة نووية اي ان دولة نووية مقابل دولة نووية يعني الغاء القوة النووية من حسابات الصدام بينهما ، هو لا يريد لايران ان تجني من انتاجها النفطي والغازي هذه البالغ الهائلة الضخمة التي ستستثمرها ايران لشراء ما يلزمها وما يتقصها من تكنولوجيا من دول اخرى منها دول اوروبية غربية تقف الى جانب اسرائيل لكن تقف ايضا الى جانب مصالحها ومستعدة لبيع التكنولوجيا مقابل المال الذي تحتاجه احتياجا كبيرا .
الصهاينة وعلى راسهم بينيت يعلمون ان المال يستطيع شراء كثير من الامور تماما كما اشترت الصهيونية قرار بلفور ووعده وقرار بريطانيا ووعودها وموقف الانتداب البريطاني من العصابات الصهيونية وسكوت العالم على اغتيال الكونت برنادوت وما ترتكبه اسرائيل من جرائم كلها الصمت اشترته الحركة الصهيونبة بالمال قرار انشاء اسرائيل اشترته الصهيونية بالمال وكل المواقف الغربية ما زالت تشترى بمال الصهاينة بفيادة روتشيلد ان ايران لا تخضع لروتشيلد وبنكها المركزي لا يسيطر عليه روتشيلد كما يسيطر على معظم البنوك المركزية في العالم اذن الدخل الايراني وريع بيع النفط والغاز والمواد الاخرى التي تنتجها ارض ايران الغنية بالمعادن كلها ستذهب للاستثمار في في تطوير الصناعات الايرانية نحو الاكتفاء الذاتي والتصدير للدول الصديقة وربما البعيدة ايضا ومساندة قوى الشعوب التواقة للحرية وتقرير المصير ولكسر قيود الاستعباد التي فرضت عليها من قبل التحالف الامبريالي الصهيوني على مدى قرن من الزمان ، ولم يكتفي بنيت بكشف اهدافه الحقيقية بل تناول ايضا وبكل غطرسة وعنجهية ان اسرائيل ستستخدم قوتها الفائقة والاسلحة التي تمتلكها والتي تفوق خيال اعداء اسرائيل ستستخدمها في منع وصول هذه الاموال لايران واستخدامها في انتاج الصواريخ والاسلحة وتطوير الصناعات الايرانية والآن بدات اسرائيل تستخدم ذلك حتى قبل انتهاء مؤتمر ميونخ .
قد اعلن رئيس وزراء اسرائيل وكعادة رؤساء وزراء اسرائيل كذبا اعلنوا ، اعلن بينيت ان لدى اسرائيل معلومات ان ايران تمتلك اجهزة تخفيها عن اعين المراقبين ومنظمة الطافة الذرية وهي اجهزة تستخدم في صناعة السلاح النووي اي ان بينيت اضاف تهمة جديدة لا تناقش في فيينا اضاف تهمة كذبا وهي امتلاك ايران لاجهزة يمنع عليها امتلاكها لانها تدخل في صناعة السلاح النووي .
مضحك هذا الكلام كاريكاتوري هذ الكلام .
وما يعلنه خامئني ليس كذبا وليس مناورة وليس مداورة .
خامئني صادق جدا ويقول من حيث المبدأ والمبادئ والاسس يقول الحقيقة كاملة لانه يتحدث امام ربه ويخشى الحساب ايران لا تريد ان تنتج قنبلة نووية ولذلك قال بينيت نستطيع ان نتعايش مع ايران نووية وهو يعلم ان ايران لا تريد صناعة قنبلة نووية  لانها لو ارادت لكانت قد انتجتها قبل شهور عديدة ففترة الانقطاع كانت مناسبة لتنتج ايران سلاحا  نوويا بغض النظر عن موقف امريكا او موقف اسرائيل فقد كان هناك انقطاع دائم وعقوبات كاملة تفرض على اايران من قبل الولايات المتحدة ودول العالم التي كانت تخشى من عقاب الولايات المتحة لها ان هي خرقت تلك العقوبات المفروضة على ايران ، ايران قرارها واضح لا للسلاح النووي لكن قرارها واضح ايضا نعم للطاقة النووية لاستخدامها سلميا في الصناعة والزراعة والطب والبحث العلمي وكل ما تحتاجه ايران في تطورها العلمي والصناعي من طاقة تولدها الطاقة النووبة وممكن تطوير الطاقة النووية لتصبح طاقة صلب يوفركثيرا على ايران ويدفعها للامام في ابحاثها ويستخدم وقودا للصواريخ لتصبح ابعد مدى كل هذا هو ما تخشاه اسرائيل لكن الذي تخشاه اسرائيل اكثر من اي شيء آخر هو ان تتحول ايران الى دولة صناعية لانها ستكشف فورا ان تلك المستعمرة الامريكية التي تسمى اسرائيل وتنتج من مصانع الولايات المتحدة المزروعة في المستوطنات تنتج لتسوق في اسواق العرب خاصة الخليج سوف يكون لها منافسة شديدة جدا ليس فقط ما تنتجه ايران بل ما تنتجه الدول العربية بمساعدة من ايران فالعراق مؤهل لان يكون بلدا صناعيا منتجا  وكذلك سوريا وكذلك اليمن وكذلك مصر وكذلك لبنان وكذلك كل دولة عربية ، اما الذي يرتعد منه دون ان يقوله بينيت فهو فلسطين ،
لم ترد فلسطين على لسان بينيت مرة واحدة ولا اتى على ذكر ما جرى في الاراضي المحتلة مرة واحدة في ذلك الخطاب وكأن فلسطين غير موجودة ولا ان الفلسطينيين غير موجودين وكأن ما ترتكبه اسرائيل من جرائم يومية غير موجودة .
لقد فجر بييت في خطابه بميونخ كل ما يخشاه داخليا عندما تحدث الدولة الاقوى في المنطقة وان اسرائيل ستدافع عن نفسها وانها تستطيع توجيه ضربات قاتلة لايران كان يعبر عن خوف حقيقي داخلي من وجود اسرائيل واستمرارها في العيش في هذه المنطقة ، لقد اراد ان يرهب ابران بالكلام في ميونخ بينما لم يرهبها بالصواريخ على الاض سوريا او ارض لبنان وبينيت توعد حزب الله برد قاس ومؤلم وكبير ردا على نجاح حزب الله في ارسال حسان في مهمة صعبة ومعقدة تمكن من انجازها والعودة الى لبنان سالما فقد اظهرت مهمة حسان ونجاحها في تنفيذها نقاط ضعف عسكرية في اسرائيل من الممكن ان تؤدي الى هزيمة كبرى دون ان يفكر قادة اسرائيل العسكريين بان الشعوب الفقيرة والضعيفة تستطيع ان تمتلك اسلحة صغيرة قادرة على تحطيمها لقد ارعبهم ذلك فقاموا بمسرحية اختراق جدار الصوت فوق بيروت دون ان يقصفوا وقاموا بتحريك قوات شمالا وجنوبا وقام بينيت بتوجيه التهديد الاقسى لحزب الله وايران وكل دول المنطقة بالقول نحن الدولة الاقوى وسوف نضرب ونؤلم من نضربه ، في ميونخ برز بينيت كمراهق غير متزن كشف بوضوح انه مستعد لشن حرب لمنع ايران من تطوير اقتصادها وتطوير صناعتها وجني الارباح مما تبيعه من نفط وغاز وهدد حزب الله بالتدمير وهدد سوريا وهدد العراق وهدد اليمن وهدد كل من يعارض رأي اسرائيل  .
أهلا بالمراهق الذي سيسهم بتدمير اسرائيل ،
لقد اعلنت ايران اكثر من مرة ابتداء من فتوى المجتهد الاكبر ورئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية وكافة المسئولين الايرانيين ان ايران لا تريد انتاج سلاح نووي لانها تعتبر هذا السلاح محرم من الله تعالى لانه قتل جماعي للبشر بينما الاسلام يقول ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق .
كاتب فلسطيني