تجلس على الرصيف بجانب أدواتها ومكنستها لتنظف الشوارع، مقابل 50 جنيها يوميا، محاولة إخفاء علامات الجهد وتحمل المسؤولية المريرة على وجهها، إذ تعمل بلا كلل أو ملل، ليظن العديد أن رضا محمد، 44 عاما، رجلا صلبا لا ينكسر، لم يغلبها طردها من منزلها ولا مرض ابنيها ولا زوجها الذي هجرها وتركها تعول 5 أبناء.
صعوبات مريرة مرت بها «رضا» منذ بداية زواجها: «كنا ساكنين في بيتنا ومعانا أخو جوزي، اضطرينا نستلف منه 20 ألف جنيه، نعمل بيها عملية لابني الكبير مصاب بالسيولة في أنفه، ولما مقدرناش نرجعهم طردنا من البيت»، وحاول زوجها أن يسترد بيته من أخيه، ولكنه لم يستطع الحصول على شيء نظراً لوجود المستندات التي تثبت بيعه للبيت.
زوجها هجرها وتركها تعول أبنائهما الخمسة
لم يكترث زوجها بما حدث أو المسؤولية الضخمة التي ارتبطت بالأبوين، ليهرب ويتركها تعاني بأبنائها الخمسة، فمنهم ابن مريض، وابنة مصابة بالإعاقة الذهنية؛ لتصبح بلا مأوى أو مصدر للرزق، حتى استأجرت شقة بعزبة النخل في محافظة القاهرة، بالكاد تسعها مع صغارها.
انتقلت الأم الأربعينية إلى عزبة النخل بعد أن طردت من بيتها الذي كانت تسكنه بمركز العياط بالجيزة، بإيجار 600 جنيها بالإضافة إلى القروض وفواتير المياه والكهرباء، وهو ما يثقل كاهلها بشدة: «سحبت قرض لابني وأنا اللي مضيت عليه ولحد النهارده بسدده ألفين جنيه في الشهر، وبشتغل في كل حاجة وبروح البيوت اشتغل وأمسح سلالم، واشتغلت عاملة نضافة في المترو ووصل بيا الحال لحد ما رئيس الحي شغلني لما عرف ظروفي، وبصحى من الساعة أربعة الفجر وأجي على شغلي».
«رضا» لديها ابن مريض وطفلة تعاني من إعاقة ذهنية
«محمد وحبيبة» توأم في الصف السادس الابتدائي، يحتاجان إلى مصاريف الدراسة والدروس الخارجية، بحسب قول والدتهما: «بتكسف من عيالي ومش لاقيه أصرف عليهم ولا على دروسهم، وبنتي كانت مخطوبة واتسابت بسبب أني مش قادرة أجهزها والظروف اللي أنا فيها».