قبل قرابة أسبوع كانت الحياة تسير على نحو معتاد، حيث يعمل الطفل ياسر أحمد عيد، على كرسيه المتحرك في بيع المشغولات اليدوية والإكسسوارات، مهنة بسيطة يساعد من خلالها أسرته على الإنفاق، بعدما تعرض والده لحادث، وبينما صدح المؤذن معلنًا الصلاة، توجه الصغير بكرسيه لأداء الفريضة، انتهت الصلاة ولم يعد للطفل أي أثر، ليشتعل القلق والخوف في قلب والدته.
«دخل الجامع يصلي ومرجعش من ساعتها»، بهذه الجملة تحدثت والدة الطفل ياسر أحمد عيد، صاحب العشرة أعوام، ويقطن برفقة أسرته في مركز بني مزار في المنيا، معبرة بخوف شديد عن المصير المجهول لطفلها، فهي لا تدري ماذا حدث، خاصة أن الكاميرات المحيطة بالمسجد رصدت لحظة دخوله وخروجه، ليختفي بعد ذلك.
الأم تحرر محضرا للبحث عن اختفاء طفلها
ظلت الأم تسأل من حولها وتجوب الشوارع باحثة عن طفلها، الجالس على الكرسي المتحرك، حتى حررت محضرا يحمل رقم 1889 إداري، فالخوف ما زال يشتعل في قلب الأم، فطفلها الذي حرم من طفولته مثل بقية الأطفال، ليس لأنه من أصحاب الإعاقات الجسدية لكنه تحمل مسؤولية الإنفاق على أسرته بعدما تعرض والده لحادث.
وروت الأم الباكية لـ«» تفاصيل إعاقة طفلها، إذ يعاني من عجز في الحركة بسبب إصابته بمرض الالتهاب السحائي، الذي تعرض له منذ 5 أعوام، تاركًا أثره على المخ والنخاع، ليصاب بالعجز عن الحركة.
أما عن تعلم «ياسر» للمشغولات اليدية، أوضحت الأم أن الفكرة أتت حين فكر في شراء هدية غير تقليدية لأحد الطبيبات التي كانت تشرف على حالته الصحية، «شاف عروسة من الخرز عجبته واشتراها هدية ليها.. وطلب مني أنه يتعلم صناعة المشغولات دي»، لتقوم الأم على الفور بمساعدة طفلها في الهواية التي أحبها، لكنها لم تعلم أنها ستصبح مصدر رزقهما.
ياسر يساعد أسرته في الإنفاق رغم إعاقته الحركية
وبدأ التسويق لمنتجات «ياسر» عن طريق الصدفة، حيث أهدى أحد طبيبات المستشفى التي يعالج بها مسبحه صنعها لها خصيصًا، فنشرت صورتها على صفحتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وطلبت من متابعيها مساعدته وبالفعل تلقينا عدة طلبات من مشغولاته، وطلب منه الاشتراك في معارض خيرية.
«ياسر بيساعد في مصروف البيت»، وذلك من أرباح المشغولات اليدوية التي يبيعها، بعدما تعرض والده لحادث منذ عدة أشهر، أجرى على إثرها عدة عمليات جراحية، ومنعته عن الذهاب إلى عمله منذ فترة وحتى الآن.