يحلمون بأن ترى كتاباتهم النور، وأن يكون لكلماتهم تأثيرًا فى المجتمع، ولكنهم يصطدمون بجشع بعض دور النشر التى حولت صناعة الكتب إلى «سبوبة»، هم الكتاب المبتدئين الذي يتعرضون للنصب من دور النشر الناشئة والمغمورة فيدفعون الأموال الباهظة بنشر كتبهم وتوزيعها على مستوى أنحاء الجمهورية بل وأحيانًا خارج مصر، أما ما يحصلون عليه فى الحقيقة هو الوعود الزائفة وسراب لا وجود لها على أرض الواقع.
فى السطور التالية، ترصد «» حكايات لكتاب تعرضوا للنصب ولم يجدوا أى مقابل.
دعاية كاذبة حول التوزيع بالمكتبات
كان حلم الدكتورة أماني عبد السلام، طبيبة العظام، أن تري عملها الذي اجتهدت في كتابته على رفوف الكتب بالمكتبات الكبرى لتصل موهبتها إلى القراء، ما دفعها إلى التعاقد مع دار نشر ناشئة لنشر روايتها «نجم خافت» في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021، وقالت لـ«»: «الدار أخدت مني حوالي 1500 جنيه لطبع 500 نسخة، لكن فوجئت بعد كده أن الرواية مش موجودة في أي مكتبة، وحاولت أتواصل مع الدار علشان أعرف سبب عدم وجود الرواية في المكتبات إلا أن صاحب الدار كان بيتهرب دايمًا».
وبعد أن أعلنت الدار عن توفر روايتها على منصات البيع الإلكترونية، طلبت «أماني» بطلب الرواية أونلاين: «للأسف طلعت دعاية مزيفة، دخلت شخصيًا وعملت أوردر علشان الرواية تجيلي البيت لكن مفيش حاجة وصلتني، حسيت أن كل محاولاتي للوصول للرواية بتؤدي لسراب»، وعبرت «أماني» عن شعورها بالإحباط كلما سألها أحد من أصدقائها وجيرانها عن منافذ بيع روايتها: «في الوقت ده، لجأت لفكرة وضع نسخ الهدايا اللي خدتها من الدار في مكتبة بمحافظتي بالإسماعيلية علشان الناس تشوفها».
التهرب من الإعلان عن مبيعات الكتب
عندما ذهبت مريم سيد إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2022، للبحث عن كتابها لم تجده على أيًا من الرفوف، وهو الكتاب الذي تعاقدت على نشره مع إحدى دور النشر مقابل مبلغ مالي:«سألت صاحب الدار فين كتابي لقيته مرمي تحت آخر رف، حسيت وقتها إن مجهودي اترمى على الأرض».
وسألت «مريم» فيما بعد صاحب الدارعن مبيعات الكتاب وأرباح النشر؛ إلا أنه كان يتجاهل سؤالها: «الدار كانت قيلالي هنطبع 100 نسخة ولكن في الآخر لقيت 25 نسخة بس اللي اتطبعوا، وبقول لأي كاتب مبتدئ يركز في العقد ويتأكد أن الكتاب بيتباع بالسعر المُتفق عليه علشان الدار بتتربح من ورا الكاتب وتبيعه بسعر أعلى».
سرقة الأفكار
وفي مارس الماضي أعلنت إحدى دور النشر الجديدة عن مسابقة للنشر المجاني؛ ما حمّس بعض الكُتاب الشباب للتقدم بأعمالهم الأدبية على البريد الإلكتروني الخاص بتلك الدار، ويصف الكاتب الشاب محمد شعبان تجربته مع هذه الدار لـ«»، قائلًا: «روايتي فازت في المسابقة، وبعد ما اتواصلت مع الدار علشان أتعاقد، عرفت أنها دار نشر جزائرية مقرها في القاهرة، وفوجئت أن صاحب الدار بيطلب مني فلوس للمساهمة في النشر رغم إنها المفروض مسابقة للنشر المجاني».
وقال «شعبان» إن رد فعله كان رفض التعاقد مع الدار لعدم نزاهتها ومماطلتها في النشر: «اكتشفت أن الدار دي بتنشر لحسابها، يعني بتسرق أفكار الروايات وتتربح من وراها، وبعدين تقطع تواصلها مع الكاتب تمامًا»