| لتوفير مصاريفه.. «يوسف» يطير بطلبات الناس بعد الامتحانات: عندي حلم كبير

حلم كبير يسكن بين ضلوع «يوسف»، صاحب الـ17 عامًا، دفعه إلى الإسراع للعمل في توصيل الطلبات بأحد مطاعم الجيزة، فور انتهائه من أداء امتحانات نهاية عامه الثاني الثانوي، محاولًا استغلال فترة إجازته في شيءٍ مفيد، إلى جانب إدخار بعض المبالغ المالية اللازمة للدروس الخصوصية.

بداية «يوسف» في توصيل الطلبات

بمهارة وخفة شديدة، لا تتناسبا مع صِغر سنه، راح يوسف سيد، ابن حي الدقي بمحافظة الجيزة، يتنقل بين السيارات، مستقلًا دراجته التي تحمل أعلى مؤخرتها، صندوقًا يحوي طلبات الزبائن، قبل أن يتوقف قليلًا ليروي لـ«»، أنه بعد الانتهاء من أداء امتحانات نهاية العام، رفض فكرة الجلوس على المقاهي أو حتى قضاء إجازته بين المنزل والشارع، وقرر استغلال تلك الفترة في العمل، محاولًا جني مصاريفه  الشخصية وإدخار جزءًا منها للدروس الخصوصية في سنته الدراسية المقبلة.

«حبيت أخرَّج طاقتي وأعتمد على نفسي في المصاريف»، يقول عامل الديليفري الصغير، موضحا أن والده في البداية حاول أن يثنيه عن قراره؛ خوفًا عليه، ولعدم رغبته في حرمانه من التمتع بالإجازة كباقي أقرانه، إلا أن «يوسف» أقنعه وراح يسرع متحمسًا لعمله الجديد، الذي يعد الأول له: «كنت متحمس جدًا، خاصة أني أول مرة أشتغل، بس كان في شوية لخبطة في الأول، إنما الحمد لله واحدة واحدة، بدأت أفهم الدنيا».

حابب أعتمد على نفسي

يقضي الشاب الصغير، ساعات طويلة من يومه، تبدأ من الخامسة عصرًا، حتى الواحدة بعد منتص الليل، متنقلًا بدراجته بين السيارات، ولا يضع صوب عينيه سوى صورة «الرجل المستقل» التي رسمها لنفسه، إلى جانب حلمه في الالتحاق بكلية الشرطة أو التربية الرياضية: «أنا حابب أعتمد على نفسي وأخفف عن أسرتي»، لكنه أيضا، بسبب ساعات عمله الكثيرة وما تحتاجه من جهد شاق، يحاول بين الحين والآخر الحصول على قسطٍ من الراحة، ومن ثَم العودة لدراجته وزبائن المطعم مرة أخرى.