عجوزان اقترب عمرهما من السبعين، تجاوزا معاً أياماً وليالى صعبة، اتكأ كل منهما على الآخر فى محن ومواقف صعبة حتى عبرا منها بسلام، إلا فى محنتهما الأخيرة حين خسرا محل إقامتهما ومأواهما الوحيد، وراحا يناشدان المسئولين إعادة النظر إليهما فى أحقيتهما فى مسكن بديل.
ضمن خطة تطوير منطقة سور مجرى العيون لإعادة مجدها الحضارى والتاريخى واستغلال كل المناطق التاريخية وتطويرها، صدر قرار بإزالة منزل العجوز عاطف سيد أحمد، من بين المنازل المقرر إزالتها لتنفيذ خطة التطوير، مع تعويض سكانها بمحل إقامة بديل، بحسب قرار محافظة القاهرة، إلا أنه فوجئ بإبلاغه بعدم أحقيته فى الحصول على تعويض، «فى المحافظة بلغونى إنى غير مستحق للتعويض بدعوى إن زوجتى عندها شقة فى مساكن الزلزال خدتها من 30 سنة كتعويض»، قال العجوز السبعينى فى حديثه لـ«».
بصوت حبيس الدمع، استكمل «عم عاطف» العجوز الأرزقى الذى يعمل فى مهنة المعمار، حديثه عن مأساته، مؤكداً أن زوجته تنازلت عن الشقة التى حصلت عليها فى مساكن الزلزال كتعويض من الدولة بعد زلزال 1992 لأبناء شقيقها الأيتام، وأضاف: «عقد التنازل موثق من سنين طويلة». وعن معاناته، أوضح الزوج أنه اضطر إلى السكن فى منزل أحد الجيران، واضطرت الزوجة إلى الإقامة فى منزل إحدى السيدات من معارفهم، «هى قاعدة مع ست وحيدة وأنا قاعد مع راجل وحيد، بس الناس مش هتستحملنا كتير». ويناشد عم «عاطف» المسئولين فى المحافظة والمعنيين بتطوير القاهرة التاريخية، إعادة النظر إلى حالته وزوجته «سنية»، لتوفير مسكن بديل لهم: «معايا ورقة التنازل اللى تثبت حقنا فى بيت بديل، بس عايز أقابل حد من المسئولين فى المحافظة ويسمعنى».