نموذج ملهم شكلته مايسة الألفي، ابنة محافظة القليوبية، فرغم كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة ومرورها بعدة تحديات صعبة على مدار حياتها، إلا أنها تخطت كل ذلك وراحت من على كرسيها المتحرك تطلق العنان لموهبتها في الكتابة وتنجح في إصدار عدة مؤلفات جسدت من خلالها مشاعرها وحاكت كل ما يدور حولها.
إصابتها بشلل أطفال
بصوت راضٍ وهادئ، روت مايسة محمد الألفي، خلال حديثها لـ«»، أنها وُلدت صحيحة تمامًا دون أي إعاقات، إلا أنها في الشهر السادس من عمرها أُصيبت بشلل أطفال، لتبدأ من وقتها رحلة علاج طويلة آلت في النهاية إلى اضطرارها لملازمة كرسيها المتحرك: «شكرت ربنا ورضيت بنصيبي وكمان بابا وماما فضلوا يدعموني مسابونيش أبدًا لحد ما أنهيت تعليمي»، وأنها بعد تخرجها في كلية البنات جامعة عين شمس، تم تعيينها مُعلمة بالمدرسة القابعة في قرية سندورة مركز الخانكة وهي محل سكنها.
ظهرت البوادر الأولى لموهبة الكتابة على ابنة محافظة القليوبية أثناء دراستها بالمرحلة الثانوية عندما ألَّفت بعض أبيات الشعر، ولاقت بسببها إشادة واسعة من مُعلميها، ما شجعها على الاهتمام بموهبتها أكثر وتزويد مخزونها اللغوي بقراءة عشرات الكتب والمجلات الثقافية التي وسَّعت من مداركها ومكنتها من تطويع ألفاظ اللغة العربية للتعبير عن مشاعرها: «كان جوايا كلام كتير محتاج يطلع وكنت حابة أجسد بالكتابة أي حاجة أشوفها قدامي»، وأنشأت صفحة على «فيسبوك» نشرت من خلالها خواطرها الأدبية التي لمست قلوب قرائها.
كما حصلت على عدة وِرش تدريبية لتنمية مهاراتها في الكتابة حتى تكلل مجهودها وصبرها بالنجاح، وصدر لها 3 مجموعات قصصية بعنوان «الرداء الأحمر»، و«حلم ورقة»، و«صراع من أجل الكلمة»، إلى جانب رواية حملت اسم «صراع الآلهة».
«مايسة »: متعرضتش للتنمر كتير
«الحمد لله متعرضتش لـ التنمر كتير في حياتي لأن أهل قريتي كلهم ناس محترمة ومتفتحة، وبيبصوا لأصحاب الإعاقات على أنهم أبطال، وكانوا بيحبوني ويشجعوني دايمًا».. قالتها «مايسة»، صاحبة الـ46 عامًا، وأنها رغم معاناتها الشديدة في بداية طريقها الأدبي، إلا أنها تمكنت بمساعدة والديها وأصدقائها المقربين من تجاوز كل ما قابلها، وأنها حاليًا بصدد إصدار مجموعة قصصية أخرى: «بابا توفى من شهر ونفسي الناس كلها تترحم عليه لأنه تعب معايا جدًا وكان دايمًا بيحضر معايا وأنا بستلم أي جائزة».