داخل غرفته الواسعة، مكث «محمد» على مكتبه أمام جهاز الكمبيوتر، بجانبه عدة كتب للهندسة المعمارية وفنون الرسم الرقمية، يمسك قلمه ولوحته ويصنع الكثير من الخطوط بدقة شديدة، ليبهر الجميع بتصميم مشروع مطار الدلتا الدولي معبرا عن الهوية البصرية لمصر القديمة.
محمد الشاذلي، 23 عامًا، مهندس معماري، فكر في تصميم نموذج لمطار يحد من الضغط على مطار القاهرة وبرج العرب، ويكون واجهة حضارية لمصر فكان اختياره لموقع المطار بسبب جغرافيا المكان فهو أعلى نقطة في شمال منتصف الدلتا، بيمر على الطريق الدولي الساحلي ليربط بين الشرق والغرب في مصر والبوابة الشمالية المؤدية لدول لأوروبا.
مطار ينشط السياحة الداخلية
وحرص المهندس المعماري، على أن ينشط السياحة الداخلية من خلال مشروعه، بحيث أن يكون موقع المطار قريب من بحيرة البرلس المصنفة حاليا ضمن أهم المحميات الطبيعية الموجودة في مصر: «أي حد مسافر هيقدر يتفرج على البحيرة وعلى بركه غليون أكبر مصدر للثروة السمكية».
«بحب العمارة والبناء، بيكون فيه الملاذ اللى بلجأ ليه دايما»، هكذا بدأ «محمد» حديثه لـ«»، معبرًا عن اقتناعه بدور المصريين القدماء الكبير في مجال الهندسة المعمارية على مستوى العالم هذا ما أوحى إليه بفكرة تصميم المطار التي ظهرت فيه زهرة اللوتس: «شبه النخيل زهرة اللوتس وترمز للحياة والتقدم»، بالإضافة إلى الجانب الوظيفي في اختيار نوع المطار على شكل «أصابع» لينجح في دمجها معا بشكل واحد.
صعوبات مشروع مطار الدلتا العالمي
ومن أكثر الصعوبات التي واجهت «محمد»، هو ضيق الوقت لتنفيذ مشروع «المطار» خاصة مع وجود تفاصيل كثيرة موجودة بها ومراعاة المساحات والمسافات الموجودة على أرض الواقع، ليكون المشروع مطابق للقياسات الطبيعية.
أحلام عديدة تدور في ذهن الشاب العشريني، في مقدمتها تنفيذ «المطار» في مصر وأن يكون المطار الأساسي، كما يأمل أن تعود الهندسة المعمارية كما اعتدنا عليها أيام المصريين القدماء: «نستطيع إعادة الأمجاد كأجدادنا».