السعودية واليونان.. علاقات اقتصادية متجددة على أسس راسخة

ترتبط المملكة العربية السعودية واليونان بعلاقات تاريخية مبنية على أسس راسخة من الاحترام والقيم المشتركة، وتجمع البلدين علاقات اقتصادية وتجارية قوية. وجعلت تلك العلاقات اليونان أحد الشركاء التجاريين للمملكة منذ عام 1965.

وتعزيزًا لهذه العلاقات ودفعها قدمًا شهد العام 2021م تبادلًا غير مسبوق للزيارات رفيعة المستوى للمسؤولين بين الجانبين، كان آخرها زيارة رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، المملكة، ومشاركته في مبادرتي الاستثمار وقمة الشرق الأوسط الأخضر، كما زار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اليونان، مطلع العام الحالي.

دوافع التقارب

لا شك أن الدوافع والأهداف هي المحرك الرئيسي للسياسات الخارجية؛ لذا، فالعلاقات السعودية اليونانية تحركها دوافع هامة تتمثل في:

1 – السعودية في ظل إستراتيجيتها الجديدة تهدف إلى تنويع خارطة حلفائها في المنطقة؛ لذا، فإن تقاربها مع كل من قبرص واليونان يأتي في إطار ذلك الأمر، وخصوصا في ظل التجاذبات والاستقطابات الحادة التي تنعكس على موازين القوى في المنطقة بسبب التنافس والصراع الشديد في شرق المتوسط.

2 – وعلى الجانب الآخر، يمكننا تلخيص الموقف اليوناني في التقارب مع السعودية في رغبتها بتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين نظرا لما تتمتع به السعودية من قدرات مالية كبيرة ، خاصة أن اليونان تعاني من تدهور حاد في الجانب الاقتصادي.

3 – ومن ناحية أخرى تربط اليونان بين دوافعها الاقتصادية والأمنية، فمن خلال تحالفها مع كيانات أخرى تعزز قدراتها الاقتصادية ستتمكن من الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والأمنية أمام التهديدات.

أشكال ومستويات التعاون

بحسب وزارة الاستثمار السعودية، توجد 14 شركة يونانية بالسوق السعودي تستثمر في مجالات الطاقة والطاقة المتجدّدة والسياحة، كاشفة أن إستراتيجية الاستثمار الوطنية ستطلق الفرص للاستثمار المباشر بقيمة 3 تريليونات يورو.

وأكدت الوزارة أن حجم التبادل التجاري يبلغ 4.8 مليارات ريال، كما أن استثمارات الشركات اليونانية تتركز في عدد من القطاعات العلمية والتقنية وفي مجال الصناعة والتشييد والبناء والتمويل والتأمين والاتصالات وتقنية المعلومات.

مجال الأقمار الصناعية

لا تقتصر العلاقات بين السعودية واليونان على الجانب الاقتصادي والتجاري وحسب، بل امتدت لتشمل أيًضا التعاون في مجال الأقمار الصناعيةوتطبيقاتها، وهو الأمر الذي دعمه توقيع اتفاقية بين البلدين بهدف تعزيز التعاون بينهما في مجالات الفضاء، بما يعود على البلدين بالمنفعة.

التعاون العسكري

وتبحث المملكة خلال زيارة ولي العهد إلى اليونان خلال بندا يتعلق بـ”تسريع توطين التقنية والصناعات العسكرية والمساندة في المملكة تحقيقا لرؤية 2030″. كما أن الاتفاقيات المتوقعة خلال هذه الزيارة تشمل مجالات عديدة من أبرزها الطاقة والتعاون العسكري والنقل البحري، التي وافق مجلس الوزراء السعودي عليها مطلع الشهر الجاري، إضافة إلى مد كابل اتصالات بحري يربط أوروبا بآسيا، حيث تقوم شركة مينا هاب بتطوير ممر البيانات من الشرق إلى المتوسط المملوك لشركة الاتصالات السعودية وشركة تي.تي.إس.إيه اليونانية للاتصالات وتطبيقات الأقمار الصناعية.

‏- التعاون الاقتصادي والتجـاري أهم دعائم العلاقات الثنائيـة بيـن البلدين

– تخضع العلاقات الاقتصاديـة بيـن الطرفيـن لاتفاقيـات عدة

– تتمثـل أهـم صـادرات المملكـة لليونـان فـي زيوت النفط الخام ومنتجاتها

– تستورد المملكـة مـن اليونـان بـذور القطـن وأحجار رصف الطرق والرخام

– 14 شركة يونانية تعمل في السوق السعودية تستثمر في مجالات الطاقة والسياحة

– 4.8 مليارات ريال حجم التبادل التجاري بين البلدين

– امتد التعاون بين البلدين في 2020 ليشمل مجال الأقمار الصناعيـة وتطبيقاتها