سعادة لم تدم طويلا بعد أن تحولت الفرحة باستقبال أول مولود إلى حزن وحسرة، إذ علمت الأسرة أن طفلها «البكري» يعاني من مرض نادر يصعب تشخيصه بسهولة، لتقع تلك الكلمات على مسامع الأب أحمد عبدالمنعم من محافظة الشرقية، كالصاعقة التي لا يزال يتذكرها حتى الآن على الرغم من مرور 23 عامًا على ولادة نجله، الذي كبر وأصبح شابًا يافعًا الآن ولكنه اختفى فجأة في ظروف غامضة، وفشلت كل محاولات العثور عليه.
تفاصيل تغيب «السيد» عن المنزل
حالة من الحزن سيطرت على الأسرة بعد مغادرة «السيد» الذي يبلغ من العمر 23 عامًا من ذوي الاحتياجات الخاصة، المنزل دون عودة، بحسب ما رواه سيد عبدالمنعم عم الشاب المتغيب لـ«»، مشيرًا إلى أن نجل أخيه يعاني من ذوي الاحتياجات الخاصة وأن سبب تأخر حالته أنه لم يتمكن أحدًا من تشخيصها مبكرًا، الأمر الذي حال دون تركيب قوقعة له في سن الطفولة تسمح له بترجمة العبارات التي يسمعها من حوله.
وذكر عم الشاب المتغيب أنه كان معتادًا على الخروج يوميًا من المنزل بعد المغرب، ليتجول في جميع أنحاء الزقازيق ثم يعود إلى المنزل بعدها مباشرة دون أن يستغرق ذلك وقتًا طويلًا: «عنده مشاكل ذهنية ده غير إنه أصم وأبكم، وملوش أصحاب»، مضيفا: «كان بيخرج كل يوم يلف في البلد ومحدش مننا كان بيقدر يجبره على القعدة علشان كان بيتعصب فكنا بنخاف عليه، لكن المرة دي خرج ومرجعش تاني».
منذ عدة أيام تلقت الأسرة اتصالًا هاتفيًا يفيد بوجود شاب بنفس مواصفات «السيد» في المشرحة، وهنا خرجت أسرته مسرعة علي أمل أن يكون جثمانه ولكن دون جدوى بعدما اكتشفوا أنه ليس نجلها: «بندور عليه في كل مكان وعندنا أمل نلاقيه عايش، إحنا سألنا كل الناس اللي كان بيروح لها علشان هو كان بيخرج يلف في الشارع ويروح لناس في أماكن تانية يشرب معاهم شاي لكن محدش عارف هو راح فين».
الأسرة حررت محضرًا بتغيب الشاب
حررت الأسرة محضر تغيب برقم 4293 قسم ثاني الزقازيق بتاريخ 29 يونيو 2022: «عندنا أمل أنه لسه عايش وبخير، لكن علشان مفيش معاه أوراق ولا بطاقة فهو أكيد مش عارف يفهم الناس هو مين، ده غير كمان إنه مش متعلم يعني التواصل معاه صعب، وأمه مش بتبطل عياط وأبوه دور عليه في كل مكان بدون فايدة».