| «إيمان» صاحبة جمعية خيرية تدعم السوريين: كل تبرعاتنا من المصريين

منذ عام 2007، وإيمان الخولي تمارس أنشطة تطوعية في خدمة المحتاجين والفقراء إلى جانب عملها كمدير مالي في إحدى الشركات الخاصة.

ولكن مع بداية عام 2012، نظمت إيمان مع زملائها، حفل إفطار لأكثر من 50 عائلة سورية، سمعت خلالها قصص وحكايات للاجئين سوريين يشيب لها الولدان من قسوتها، ومدى الألم الذي يكتنف تفاصيلها، خلال فترة نزوحهم إلى مصر، أو بحثهم عن مصدر مالي.

قررت مع اثنين من زملائها، تأسيس جمعية «فرد» تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي التي تُعنى بتقديم المساعدات للسوريين وتيسير شؤون حياتهم، وعندما يحدثها أي شخص عن الجمعية تبتسم بفخر وهي تؤكد: «قائمة بالكامل على تبرعات ومعونات المصريين».

مؤسسة «فرد» هو اسم الجمعية الذي اختارته «إيمان» مع شركائها، كتأكيد على أهمية الاستثمار في الإنسان ورعايته، من خلال توفير الإمكانات الضرورية فيحيا حياة كريمة، وبالتالي يفيد مجتمعه: «مع تزايد مجيئ اللاجئين السوريين إلى مصر في بداية عام 2012، بدأنا نعمل على مساعدة المحتاجين منهم، ووضعنا لأنفسنا محورين رئيسين في المساعدة، فنحن نركز على الأسر التي لا تمتلك عائل تماما، أو الأفراد من كبار السن أو المرضى الذين لا يقدرون على العمل، وبالتالي توفير مصدر مالي للحياة».

استطاعت «إيمان» من خلال الجمعية، توفير سكن لأكثر من 2500 عائلة سورية، وكلها قائمة على تبرعات ومساعدات المصريين بعيدا عن الجهات الرسمية: «أفخر عندما أقول أن المصريين، ساهموا في توفير سبل حياة للاجئين السوريين القادمين إلى مصر، بحثا عن الأمن والأمان، فمن خلال التبرعات والمساعدات التي يقدمها المواطنين لنا، قمنا بتوفير شقق سكنية مجهزة بشكل كامل بدءا من الأجهزة الكهربائية إلى الأثاث إلى دفع الإيجارات، وحتى عمليات السباكة والنجارة، وكلها تتم بشرط واحد من هؤلاء المتبرعين هو السرية التامة، وعدم الرغبة في الظهور للأضواء».

تمر على «إيمان» 51 عاما، حالات صعبة جدا، وتقوم على خدمتها بنفسها مع بقية أفراد الفريق في الجمعية، رغم المسؤوليات الضخمة الأخرى الملقاة على عاتقهم، من دراسة الحالات، وتوفير الكفالات، والتواصل مع المستشفيات لتوفير علاج: «مازلت أتذكر إحدى الحالات، وهي سيدة مريضة جاءت من سوريا، بلا أي عائل، وكانت قد تجاوزت الـ50 من عمرها، واستطعنا توفير شقة لها في الدور الخامس في أحد العمارات، وبسبب مرضها، لم تكن تستطيع الصعود أو النزول، فكنا نذهب لخدمتها بأنفسنا، وعندما غادرت الشقة أول مرة كان إلى المستشفى، وكنا معها خطوة بخطوة هناك، حتى توفاها الله، وقمنا بإجراءات الدفن بأنفسنا أيضا، فالرحمة تحكمنا قبل القواعد والتعليمات».

لا تكتفي الجمعية بحسب «إيمان»، بتوفير أماكن سكن للاجئين، بل هناك برنامج متكامل لهم، منه على سبيل المثال توفير مرتب شهري وكفالة علاج: «بعد دراسة كل حالة، نقرر ما إذا كانوا في حاجة إلى كفالة أو علاج، في البداية عندما أسسنا الجمعية، كنا نقدم أرقام بسيطة، ومع ارتفاع الأسعار، زدنا في المبالغ التي نقدمها، وحاليا وضعنا كفالة علاج تصل إلى 1000 جنيه، بحسب حالة المريض، و500 جنيه مرتب شهري».

تعتبر «إيمان» أن المؤسسات الدولية أو الرسمية، كانت في البداية بالفعل تقدم مساعدات، ولكنها ظلت تتناقص يوما بعد يوما، حتى صار الآن الاعتماد كله على المصريين: «في البداية كنا أحيانا نقوم بالتفاوض مع مفوضية شؤون اللاجئين، لضم أحد الأسر إلى قوائم المعونات التي تقدمها، أو توفير علاج، ولكن بعد فترة صار الأمر صعب، ثم توقف تماما، وحاليا يعتبر المصريين هم اللي شايلين السوريين ليس فقط في قلوبهم بل فوق رؤسهم».