قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم، الخميس، استشدعاء السفير المكسيكي في تل أبيب، لجلسة “توبيخ”، بعد أن هاجم متظاهرون مبنى الإسرائيلية في مدينة مكسيكو سيتي، احتجاجا على “حماية إسرائيل” لمسؤول مكسيكي سابق، مطلوب لدى السلطات بتهمة التلاعب في التحقيق في اختفاء 43 طالبًا قسريا عام 2014.
جاء ذلك بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلي (“كان 11”)، عصر اليوم، الخميس. وجاء في بيان صدر عن وزارة الإسرائيلية أنه “نأخذ الحادث على محمل الجد ونتوقع أن تفي الحكومة المكسيكية بالتزاماتها الدولية”.
وحثت المكسيك إسرائيل مرارا، على تسليم الرئيس السابق لوكالة التحقيق الجنائي التابعة لمكتب المدعي العام، توماس زيرون، الذي يؤكد مسؤولون مكسيكيون أنه فر إلى إسرائيل عام 2020، هربًا من خضوعه للتحقيق في تعامله مع قضية الطلاب المفقودين.
وأمس، الأربعاء، تظاهر عشرات الطلاب من أيوتزينابا جنوبي البلاد، أمام مبنى السفارة الإسرائيلية، للمطالبة بتسليم المسؤول القضائي السابق المتورط في مخالفات ضد إدارة العدالة، خلال تحقيقه في جريمة اختفاء طلاب بمدرسة في أيوتزينابا عام 2014، والتي تم اعتبارها بأنها “جريمة دولة”.
وخط المتظاهرون على جدران السفارة الإسرائيلية عبارات مناهضة لإسرائيل من بينها “الموت لإسرائيل” “فلسطين حرة” و “الموت للصهيونية”، وأخرى تتهمها بالتستر على المجرمين، كما أقدم المتظاهرون على تحطيم كاميرات المراقبة المثبتة على الأسوار الخارجية لمبنى السفارة الإسرائيلية في مكسيكو سيتي.
متظاهر أمام السفارة الإسرائيلية في المكسيك، أمس، يرفع العلم الفلسطيني (Getty Images)
يذكر أن زيرون مطلوب للسلطات في المكسيك بسبب مزاعم بحدوث مخالفات خطيرة في التحقيق في واحدة من أسوأ مآسي حقوق الإنسان التي شهدتها البلاد.
وتتعلق القضية بمجموعة من الطلاب توجهت ليل 26 – 27 أيلول/ سبتمبر 2014، إلى مدينة إيغوالا القريبة من أجل “طلب” حافلات للذهاب إلى مكسيكو سيتي من أجل المشاركة في تظاهرة، قبل أن تعتقلهم السلطات وتخفيهم قسريا ليظل مصيرهم مجهول حتى تم الكشف عن قتلهم.
وكشف التحقيق أن الشرطة اعتقلت 43 شابا منهم بزعم تورطهم في قضية مرتبطة بعصابة تهريب المخدرات “غيهيرو أونيدوس”، ثم أطلقت النار عليهم وأحرقت جثثهم في مكب نفايات لأسباب ما زالت غير واضحة، ولم يتم التعرف على رفات بعض الجثث المحترقة.
وبعد أعوام على اختفاء الطلاب الـ43 في مدرسة أيوتزينابا في ولاية غيريرو جنوبي البلاد عام 2014، ما زال ذووهم غير متأكدين من مصيرهم.
وفي 22 آب/ أغسطس الماضي، انتقد الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الحكومة الإسرائيلية، لـحمايتها المسؤول السابق المطلوب في المكسيك بتهمة التلاعب في التحقيق بشأن اختفاء الطلاب الـ43 عام 2014.
ويأتي تجدد الضغط لتسليم زيرون إلى المكسيك، بعد أن ألقت السلطات، الشهر الماضي، على رئيسه السابق، المدعي العام السابق، خيسوس موريللو، بتهم “الإخفاء القسري والتعذيب وعرقلة العدالة فيما يتصل بالتحقيق في قضية الطلاب المفقودين”.
ونفى زيرون في السابق ارتكاب مخالفات، بينما قال الرئيس المكسيكي لوبيز أوبرادور، في مؤتمر صحافي عقده الشهر الماضي، إنه “اسمحوا لي أن أغتنم الفرصة لإرسال رسالة تذكير إلى حكومة إسرائيل… لا يجوز حماية أناس بهذه الطريقة”.
وأضاف أنّ “رئيس الحكومة الإسرائيلية بعث برسالة يتعهد فيها بالتعاون، لكنه لم يتخذ أي إجراء آخر بعد”، معقبًا: “لقد مر وقت طويل”.
وسبق أن اتهمت السلطات المكسيكية زيرون “بزرع أدلة لدعم رواية الحكومة السابقة بشأن ما حدث بعد خطف الطلاب”، والذي وصفه مسؤولون بأنه “جريمة دولة تستّرت عليها أعلى المستويات الحكومية” في ذلك الوقت.
وكانت المكسيك قد أعلنت في العام 2020، أن زيرون موجود في كندا وأنها تسعى لتسليمه لها، لكنّ الرئيس أوبرادور عاد بعدها وقال إنه “يعتقد الآن أنّه موجود في إسرائيل”.
وكان قد وعد الرئيس المكسيكي بإنشاء لجنة تحقيق لتسليط الضوء على اختفاء الطلاب الـ43، والذين نشرت السلطات القضائية المكسيكية، في حينه، أنهم تعرضوا، على ما يبدو، آنذاك لهجوم شنه عناصر من شرطة بلدية فاسدين.