| «أهل الخير مع بعض نقدر» مبادرة «أحمد» لمساعدة الفقراء: «محتاج الناس تدعمنا»

كان الطريق الذي يسيرون فيه ليوصلهم إلى محطة السيارات بالبلدة تغطيه الشمس من كل مكان، وكان «أحمد» به مرض يعيقه عن السير في هذه الشمس الحارة، ومن هنا جاءت إليه فكرة تشجير الطريق بطوله؛ لتظلله الأشجار، فجمع التبرعات واستطاع أن يغطي الطريق بكامله بالأشجار، ثم شرع في تطهير المقابر ورصف طرقها بأحجار الـ«إنترلوك» وكانت هذه هي بداية مبادرته «أهل الخير مع بعض نقدر».

أحمد رمضان 37 سنة، بعد أن نجح في إنجاز هاتين المهمتين لأهل قريته شطانوف، جاءت على باله فكرة تكوين فريق من 15 شابًا من أهل قريته، يتبرع كل منهم مبلغ من راتبه الشهري ينفذوا به بعض الأشياء التي تحتاجها القرية، ومساعدة الأسر الفقيرة بها، «بدأنا 15 شابا كل واحد بيطلع مبلغ من راتبه 300 جنيه، بنعمل بيها الأعمال الخيرية، وكنا أحيانًا بنطلب من الناس إنها تشارك معانا، لأن أحيانًا مكنتش فلوسنا بتكفي، كنا محتاجين دعم من الناس، فبدأت الناس تتفاعل معانا، وقدمنا كتير من الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم من المحتاجين».

جروب لمساعدة الناس على «فيس بوك»

بعد أن نجحت الفكرة على أرض الواقع، أراد الشاب الثلاثيني، أن يوسع نطاقها، لينشأ بعد ذلك مجموعة على «فيس بوك» ومن قبلها صفحة عامة، ليجمع من خلالهما أكبر عدد ممكن من أهل الخير، ويستطيع عن طريق ذلك أن يساعد أكبر عدد من الناس، «فكرت في عمل جروب لما لقيت أعضاء الفريق بدأوا يتركوني، وانشغل كل واحد بمصالحه الشخصية، ووصل فيه لـ20 ألف متابع، لكن اللي بيتفاعلوا حوالي 6 آلاف متابع فقط».

أعمال خيرية قام بها «أحمد» منذ أن بدأ مبادرته

يروي ابن محافظة المنوفية أنه ومنذ أن دشن مبادرته قام بعدة أعمال خيرية بمساعدة ناس من أهل قريته، وكانت أولها تشجير الطريق بالقرية، أثم أتى بعدها تطهير الماقبر، وطور بعض مدارس القرية بالجهود الذاتية، ووفر مجموعة أناببيب الأوكسجين بالقرية، ثم شرع في الأعمال التي تخص الفقراء؛ فجهز مطبخًا لإطعام المعدمين بالمجان، «أنشأت المطبخ في إحدى شقق بيتي، وكان سبب إنشائه إني أعمل مطبخ لتوزيع الأكل على الفقراء، وكان المطبخ في بداية عمله بشكل يومي، ثم مع قلة التمويل، أصبح أسبوعيًا ثم شهريًا، أو حسب التبرعات التي تأتي إليه».

بالإضافة إلى ما سبق قام «أحمد» بمساعدة فريقه، بتجهيز 75 حقيبة لطلاب المدارس غير القادرين بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، أو مبلغ مقابل الحقيبة لمن يرغب في ذلك، ووفر علاجًا لكبار السن، وكتبًا للأطفال الأيتام، ودفع إيجار للأسر غير القادرة، وغيرها الكثير من الأعمال الخيرية التي قاموا بها وما زالوا مستمرين فيها.

كل ما يطلبه «أحمد» دعم الناس له ولمشروعه الخيري، حتى يستطيع مساعدة أكبر قدر ممكن من الفقراء، «محتاجين الناس تدعمنا، إحنا بنخدم ذوي الهمم والمطلقات، ومحتاجين حد يتبنانا، من رجال الأعمال أو الجمعيات الخيرية».