قبل الثامنة صباحًا من كل جمعة، يصطف الرجال والسيدات، أمام صيدلية أيمن رمضان في محافظة الجيزة، منتظرين حصولهم على الدواء المجاني، الذي تمنحه الصيدلية أسبوعيًا لغير القادرين من أصحاب الأمراض المزمنة كالضغط والسكر، على وجه الخصوص.
تقديم العلاج لغير القادرين منذ 10 أعوام
«دي عادة بدأتها من 10 سنين.. وساعدني فيها أصحاب الخير»، كما روى «أيمن» في حديثه لـ «»، فمنذ عام 2012 وحتى الآن لا ينقطع استقباله للمرضى غير القادرين على شراء الدواء، مُعتبرًا أن تلك العادة كانت سببًا في «توسيع رزقه» هو والعاملين معه في الصيدلية.
مشاركة السكان المجاورين لدعم المحتاجين
ملاحظة السكان والمارة لتجمع العشرات من المرضى أمام باب الصيدلية منذ الثامنة صباحًا وحتى صلاة الجمعة، أثار تساؤلاتهم عن سبب ذلك، وبعلمهم عن المساعدات التي يُقدمها صاحب الصيدلية، قرروا تخصيص جزء من أموالهم مع بداية كل شهر، ليشاركوا في هذا العمل الخيري ودعم المرضى غير القادرين: «فيه ناس بتشتري دواء بألف جنيه.. أو ألفين وتشارك معانا في توزيعهم للمحتاج.. كل واحد حسب مقدرته».
النصيب الأكبر من المساعدات لأصحاب الأمراض المزمنة
كان لغير القادرين من أصحاب الأمراض المزمنة النصيب الأكبر من العلاج المجاني، إذ يتوافد إلى الصيدلية عشرات المحتاجين من أجل أدوية السكري والضغط التي تكفيهم لمدة أسبوعين أو شهر، فضلا عن أدوية الأطفال كذلك: «جنب صرف الأدوية للأمراض المزمنة، بنصرف أي علاج لطفل مريض».
الدكتور أيمن: بقينا عشرة عمر مع المرضى
علاقة إنسانية خلقتها تلك المبادرة بين الطبيب ومساعديه في الصيدلية وبين المرضى، فلم تعد مجرد مساعدات يقدمها شخص لمريض محتاج، وإنما تطور الأمر إلى سؤال الطبيب والسكان المشاركين معه في عمل الخير على حالة المرضى بشكل دائم، والتواصل معهم للتهنئة في الأعياد والمناسبات: «بقينا عشرة طويلة.. وأصعب المواقف اللي بتمر علينا لما ييجي كذا جمعة ويتأخر مريض.. فنسأل ونعرف إنه توفاه الله»، بحسب حديث «أيمن».