لم يشغل بال الثلاثيني «إبراهيم إبراهيم» مخاطر التعامل مع العقارب والثعابين، فهوى منذ الصغر، صيد تلك الكائنات الخطرة وتربيتها، واستطاع بعد فترة قصيرة أن يتعامل معها باحتراف، حتى استطاع تأسيس مشروعه لاستخلاص سم العقارب والثعابين، واستخدامه في صناعة منتجات الأدوية التي تعالج الكثير من الأمراض المستعصية.
هواية تربية العقارب والثعابين من الصغر
لم يكن هدف «إبراهيم»، الحاصل على بكالوريوس تجارة وإدارة الأعمال، تحقيق الربح المادي في البداية، كما روى في حديثه لـ «»، إذ اقتصر الأمر على مجرد هواية يمارسها ويحبها، نتيجة إعجابه بتقديس المصريين القدماء للأفعى، وقدرتها على القتل بلدغة واحدة، ولذلك يصطادها ويربيها في سن صغيرة، حتى تحول إلى مشروع مادي يدر عليه دخلًا عندما علم بقيمة السم المستخلص منها.
تأسيس مشروع مزارع العقارب والثعابين
أسس الشاب الثلاثيني شركته منذ عدة سنوات، مع شريكه أحمد الرفاعي، لاستخلاص سم العقرب والثعبان، ودرب عددًا من الشباب على كيفية التعامل مع تلك الكائنات بكل سهولة وأمان: «أدركت أن أغلى سائل في العالم هو سم العقرب ويليها سموم الثعابين بكافة أنواعها»، إذ يتراوح سعر الجرام من سم العقرب بين 12 ألف جنيه إلى 20 ألف جنيه داخل مصر، ويرتفع في حالة تصديره من 8 آلاف دولار حتى 10 آلاف دولار، أما سموم الثعابين فتتراوح بين 5 آلاف حتى 10 آلاف جنيه مصري، ويرتفع في حالة التصدير حتى 5 آلاف دولار على حسب النوع.
طرق استخلاص السم من العقرب والثعبان
يمكن اصطياد الثعابين والعقارب من جميع الأماكن داخل أنحاء مصر، وفقًا لحديث «إبراهيم»، كأماكن صحراوية مثل سيناء وأماكن زراعية كالدلتا بالكامل وضفاف نهر النيل التي تعيش بها الكوبرا المصرية: «بنصطاد العقارب من أسوان تحديدا أبو سمبل نظراً لتوافر أكبر كم منهم هناك»، ليجري بعد ذلك استخلاص سم العقرب عن طريق الصعق الكهربائي بجهاز خاص، أما بالنسبة لاستخلاص سم الثعابين، فيكون من خلال كأس زجاجي مغطى بقطعة قماش مربوطة بإحكام يقوم الثعبان بعضها ويفرز السم من أنيابه في الكأس، وهو ما يماثل شعار الثعبان والكأس المتواجد علي كافة الصيدليات مما يعني دخول سموم الثعابين كمادة فعالة أساسية في العلاج، حسب تعبيره.
عقرب اللوريس هو أكثر العقارب طلبًا في استخلاص السم لغناه بـ 8 أنواع من البروتينات المتوافرة في أنواع العقارب الأخرى، أما في الثعابين فأهمهم هو الكوبرا المصرية لانتشارها الكبير في مصر، واستطاع «إبراهيم» في تصدير ذلك السم لعدد من الدول أولهم فرنسا ويليها بلجيكا وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية، حتى يجري تصنيع المنتجات الدوائية لكافة الأمراض المستعصية مثل مرض الصرع وسرطان الدماغ والأزمات القلبية ومرض نقص المناعة المكتسبة: «لإنتاج جرام واحد من سم العقرب نحتاج إلي عدد 1500 عقرب يجري حلبها مرتين شهرياً، أما الثعابين فنحتاج من 10 من الأفاعي أو 20 من الحيات لإنتاج جرام واحد في حلب مرة واحدة».
نصائح للشباب لإنشاء مشروع استخلاص سم العقارب والثعابين
ونصح إبراهيم في نهاية حديثه الشباب الذين يهدفون إلى عمل مشروع مربح غير تقليدي، إلى الحصول على دورة تدريبة خاصة بالتعامل مع الثعابين والعقارب، لإنشاء مزارع بعدد مبدئي 3000 عقرب لإنتاج جرامين سم شهريًا، على مساحة غرفة 3×4 متر ما يدر عليهم دخلًا مرتفعاً: «طبعًا أهم حاجة الحصول على التصاريح القانونية التي تتيحها الدولة لمزاولة ذلك النشاط التجاري».