دعاء سورة المائدة –

أوضحت سورة المائدة إحدى معجزات سيدنا عيسى عليه السلام، وهي معجزة المائدة،
ومن خلال السطور التلية سوف نوضح لكم دعاء سورة المائدة.. تابعونا

دعاء سورة المائدة

قال عيسى بن مريم: {اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}
(سورة المائدة:114)

  • روى ابن أبي حاتم عن ابن عباسٍ: “أن عيسى ابن مريم قالوا له: ادع الله أن ينزل علينا مائدةً من السماء، فنزلت الملائكة مائدةً يحملونها عليها سبعة أحواتٍ (من السمك)، وسبعة أرغفةٍ، فأكل منهما آخر الناس كما أكل منه أولهم”؛ [تفسير ابن أبي حاتم ج: 4 ص: 1246 رقم 7024].
  • روى ابن جرير الطبري عن عمارٍ بن ياسر قال: “نزلت المائدة، وعليها ثمر من ثمر الجنة، فأمروا أن لا يخبئوا ولا يخونوا ولا يدخروا، قال: فخان القوم وخبئوا وادخروا، فحولهم الله قردةً وخنازير”؛ [تفسير الطبري ج: 11 ص: 229 رقم 13014].
  • قال الإمام ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: ‌وَقَدْ ‌يَتَقَوَّى ‌ذَلِكَ ‌بِأَنَّ ‌خَبَرَ ‌الْمَائِدَةِ لَا تَعْرِفُهُ النَّصَارَى، وَلَيْسَ هُوَ فِي كِتَابِهِمْ، وَلَوْ كَانَتْ قَدْ نَزَلَتْ لَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا يَتَوَفَّرُ الدَّوَاعِي عَلَى نَقْلِهِ، وَكَانَ يَكُونُ مَوْجُودًا فِي كِتَابِهِمْ مُتَوَاتِرًا، وَلَا أَقَلَّ مِنَ الْآحَادِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَلَكِنَّ الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ أَنَّهَا نَزَلَتْ، وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: لِأَنَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَ بِنُزُولِهَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنِّي مُنزلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} قَالَ: وَوَعْدُ اللَّهُ وَوَعِيدُهُ حَقٌّ وَصِدْقٌ.
    وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ -وَاللَّهُ أَعْلَمُ- الصَّوَابُ، كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْأَخْبَارُ وَالْآثَارُ عَنِ السَّلَفِ وَغَيْرِهِمْ.

هل نزلت المائدة على بني إسرائيل

قال ابن كثير رحمه الله :

  • ” وكل هذه الآثار دالة على أن المائدة نزلت على بني إسرائيل ، أيام عيسى ابن مريم ، إجابة من الله لدعوته،
    وكما دل على ذلك ظاهر هذا السياق من القرآن العظيم: ( قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنزلُهَا عَلَيْكُمْ ) الآية .
  • وقد قال قائلون: إنها لم تنزل، وقد يتقوى ذلك بأن خبر المائدة لا تعرفه النصارى، وليس هو في كتابهم،
    ولو كانت قد نزلت لكان ذلك مما يتوفر الدواعي على نقله، وكان يكون موجودًا في كتابهم متواترًا،
    ولا أقل من الآحاد، والله أعلم .
  • ولكن الذي عليه الجمهور أنها نزلت ، وهو الذي اختاره ابن جرير، وهذا القول هو – والله أعلم- الصواب ، كما دلت عليه الأخبار والآثار عن السلف وغيرهم “

اسرار اللهم أَنْزِلْ عَلَيْنَا مائدة من السَّمَاءِ

تفسير السعدي

قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)

فلما سمع عيسى عليه الصلاة والسلام ذلك، وعلم مقصودهم، أجابهم إلى طلبهم في ذلك، فقال: { اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ } أي: يكون وقت نزولها عيدا وموسما، يتذكر به هذه الآية العظيمة، فتحفظ ولا تنسى على مرور الأوقات وتكرر السنين. كما جعل الله تعالى أعياد المسلمين ومناسكهم مذكرا لآياته، ومنبها على سنن المرسلين وطرقهم القويمة، وفضله وإحسانه عليهم. { وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ } أي: اجعلها لنا رزقا، فسأل عيسى عليه السلام نزولها وأن تكون لهاتين المصلحتين، مصلحة الدين بأن تكون آية باقية، ومصلحة الدنيا، وهي أن تكون رزقا.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، ولمزيد من المعلومات يمكنكم الإطلاع على هذا المقال:
أسماء سورة المائدة والتفسير المبسط للآيات كاملًا للعلامة السعدي