جدول المحتويات
الفرق بين الرحمن والرحيم يظهر فيما سيأتي بعد التعريف بأسماء الله الحسنى، وبيان الفائدة والحكمة من تكرار واقتران الصفتين معًا، فقد نزل الاسمين مقترنين معًا في سورة الفاتحة أمّ الكتاب، والتي لا تصحّ الصلاة بدونها، قال تعالى: {الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ}،[1] ومجئهما في البسملة بعد بسم الله، وذلك تأكيدًا على عظمة هاتين الصفتين، وتنبيهًا على عظيم رحمة الله سبحانه وتعالى.[2]
أسماء الله الحسنى
إنّ الخوض في ذكر الفرق بين الرحمن والرحيم يقتضي التعريف في بداية الأمر بأسماء الله الحسنى، فللخالق سبحانه وتعالى أسماءٌ وصفاتٌ حسنى يتكنّى بها، وذلك ما أخبر به سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، حينما قال في الحديث الصحيح: “إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ”،[3] وقد قرن الله تعالى أسماؤه بالدعاء في آيات القرآن الكريم، فقد حثّ النّاس على الدعاء بأسمائه، قال تعالى في سورة الأعراف: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}،[4] ويرى جمهور أهل العلم أنّ أسماء الله الحسنى لا تُحصر فقط في تسعة وتسعين اسم، وإنما التسعة وتسعين المقصودة في الحديث تستوجب لمن حفظها دخول الجنة.[5]
الفرق بين الرحمن والرحيم
إنّ الرحمن والرحيم من أسماء الله الحسنى والتي تدلّ وتشير إلى رحمة الله الواسعة، والفرق بين الرحمن والرحيم يكم في أنّ الرحمن يدلّ على سعة رحمة الله سبحانه وتعالى، والرحيم يدلّ على إيصال تلك الرحمة الواسعة إلى خلقه، والرحمن باختصار تُشير إلى أنّ رحمة الله واسعة، والرحيم باختصار تُشير إلى أنّ رحمة الله واصلة، والفرق بين الرحمن والرحيم أيضًا يتلخّص بما أخبر به الإمام الشيخ ابن عيثمين رحمه الله، والذي يرى أنّ الرحمن على وزن فعلان في قواعد اللغة العربيّة، وهذا الوزن يدلّ على الامتلاء بالشيء والسعة الكبيرة، فيقال رجلٌ غضبان، أيّ مليءٌ بالغضب، والرّحيم في اللغة العربيّة أيضًا يدلّ على الفعل، فهو على وزن فعيل، ويدلّ على تحقيق الرحمة، ويقال أن الرحمن رحمة عامّة، والرحيم كانت على وجه الخصوص بالمؤمنين.[6]
صور من رحمة الله
بعد بيان الفرق بين الرحمن والرحيم لا بدّ من بيان بعض الصور التي تدلّ على رحمة الله سبحانه وتعالى الواسعة، فقد قال تعالى في سورة الأعراف: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}،[7] وفيما يأتي بعض الأحاديث التي وردت في رحمة الله:[8]
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ للهِ مائةَ رحمةٍ ، أنزل منها رحمةً واحدةً بين الجنِّ و الإنسِ و البهائمِ و الهوامِّ ، فبها يتعاطفون ، و بها يتراحَمون ، و بها تَعطفُ الوحوشُ على ولدِها ، و أخَّر تسعًا و تسعين رحمةً ، يرحمُ بها عبادَه يومَ القيامةِ”.[9]
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وقارِبُوا، ولا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ: إمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أنْ يَزْدادَ خَيْرًا، وإمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ”.[10]
الفرق بين الرحمن والرحيم مقالٌ فيه تمّ بيان الحكمة من تكرار الرحمن والرحيم في آيات القرآن الكريم والبسملة، وذكر أسماء الله الحسنى وفضل حفظها، كما تمّ التطرّق إلى ذكر بعض الصور من رحمة الله الواسعة كما ورد في القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة.
المراجع
- ^سورة الفاتحة , الآية 3
- ^aleman.com , فائدة في تكرار {الرحمن الرحيم} , 16/09/2020
- ^صحيح البخاري , البخاري/أبو هريرة/7392/صحيح
- ^سورة الأعراف , الآية 180
- ^marefa.org , أسماء الله الحسنى , 16/09/2020
- ^islamqa.info , الفرق بين الرحمن والرحيم , 16/09/2020
- ^سورة الأعراف , الآية 156
- ^islamqa.info , رحمة الله بعباده , 16/09/2020
- ^صحيح الجامع , الألباني/أبو هريرة/2172/صحيح
- ^صحيح البخاري , البخاري/أبو هريرة/5673/صحيح