جدول المحتويات
طريقة الدعاء المستجاب من أهم المواضيع الدينية التي ينبغي على كلِّ مسلم في هذا العالم أن يكون على دراية وعلم بها، وذلك لأنَّ الدعاء من أبرز وأهم العبادات التي يتقرب بها العبد من ربِّه سبحانه وتعالى، ولأنَّه وسيلة لقضاء الحاجات بيد الحكيم الكريم، وفي هذا المقال سوف نتحدَّث أولَّا عن مفهوم الدعاء ثمَّ سنتحدَّث عن طريقة استجابة الدعاء ثمَّ علامة استجابة الدعاء ثمَّ مواطن استجابة الدعاء في الإسلام.
مفهوم الدعاء
يُعرَّف الدعاء في الإسلام بأنَّه عبادة من العبارات التي جعلها الله تعالى لعباده من النَاس، وتقوم هذه العبادة العظيمة على سؤال العبد من ربِّه سبحانه وتعالى، أي أنَّه طلب الأدنى من الأعلى، وهو من أفضل العبادات التي تتحقق منها غاية العبودية والتي لا تكون إلَّا لله تعالى، لذلك يجب أن يكون الدعاء عبادة خالصة لله سبحانه ولا ينبغي أن يصرفها العبد لغير الله تعالى، والدعاء من العبادات التي حثَّ الله سبحانه وتعالى المسلمين على أدائها، قال تعالى في سورة البقرة: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”[1] والله تعالى أعلى وأعلم.[2]
طريقة الدعاء المستجاب
الدعاء في الإسلام من العبادات التي من شأنها أن تقرب العبد بربِّه سبحانه وتعالى، وقد حثَّ الشرع على هذه العبادة، كما فصَّلت النصوص الشرعية في الطريقة الصحيحة للدعاء، أو الطريقة التي تزداد فيها فرص استجابة الدعاء، وفيما يأتي طريقة الدعاء المستجاب كما وردت في الشريعة الإسلامية:
- أن يكون العبد على يقين بأنَّ الله تعالى سوف يستجيب له دعاءه، لقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث: “ادعوا اللَّهَ وأنتُم موقِنونَ بالإجابَةِ، واعلَموا أنَّ اللَّهَ لا يستجيبُ دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ”[3].
- أن يخلص العبد في دعائه وأن يكون على إيمان ثابت بأنَّ الله تعالى وحده هو القادر على استجابة دعائه.
- أن يتوب العبد إلى عبده من كلِّ الذنوب والآثام التي ارتكبها في حياته توبة صادقة، لأنَّ الذنوب والآثام تمنع استجابة الدعاء.
- أن يكون العبد من الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
- أن يدعو العبد ربه بخشوع ورغبة ورهبة منقطعة النظير.
- أن يدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وأن يذكر هذا في مستهل الدعاء وفي ختامه أيضًا.
- ألَّا يستعجل الإجابة، وذلك لقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث الشريف: ” لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، ما لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، ما لَمْ يَسْتَعْجِلْ قيلَ: يا رَسُولَ اللهِ، ما الاسْتِعْجَالُ؟ قالَ: يقولُ: قدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذلكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ”[4]، والله تعالى أعلم.
- ومن طريقة استجابة الدعاء أن يدعو الإنسان بجوامع الكلم، وأن يلحَّ في دعائه لأنَّ الله تعالى يحب من العبد أن يكون ملحًا في دعائه.
علامة استجابة الدعاء
بعد ما ورد من طريقة استجابة الدعاء في الإسلام، جدير بالقول إنَّ في الإسلام علامات إذا شعر بها الإنسان فهي علامات استجابة الدعاء الذي دعا به من الله تعالى، ومن هذه العلامات أن يشعر الداعي بصفاء في قلب ونقاء في سريرته، وأن يبكي ويشعر بالسكينة بعد دعائه، وأن يتملَّكه الهدوء والرضا والقناعة وأن يذهب الهم والحزن عن صدره، والله تعالى أعلى وأعلم.
مواطن استجابة الدعاء
لقد حدَّد الشرع الإسلامي أوقات معينة يُستحب فيها الدعاء، وفيما يأتي نذكر مواطن استجابة الدعاء في الإسلام:
- الدعاء بين الأذان والإقامة، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث: “الدعاءُ لا يُرَدُّ بين الأذانِ والإقامةِ . قالوا : فماذا نقولُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : سَلُوا اللهَ العافيةَ في الدنيا والآخرةِ”.[5]
- ومن مواطن استجابة الدعاء أيضًا الدعاء عند السجود لأنَّ أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
- الدعاء بعد الانتهاء من أداء الصلوات المفروضة الخمسة.
- الدعاء بعد قراءة القرآن الكريم، أي عند ختم القرآن الكريم.
- الدعاء عند السفر لأنَّ للمسافر دعوة لا ترد أبدًا.
- الدعاء عند نزول المطر من السماء، والله تعالى أعلم.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي فصَّلنا فيه في مفهوم الدعاء ثمَّ تناولنا فيه الحديث عن طريقة الدعاء المستجاب كما تحدَّثنا عن علامة استجابة الدعاء ومواطن استجابة الدعاء في الإسلام أيضًا.
المراجع
- ^سورة البقرة , الآية 186.
- ^wikiwand.com , دعاء , 02122020
- ^صحيح الترمذي , الألباني، أبو هريرة، 3479، حديث حسن.
- ^صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 2785، صحيح.
- ^سنن الترمذي , الترمذي، أنس بن مالك، 3594، حديث حسن.