| إمام مسجد ومنشد.. «محمد» كفيف حفظ القرآن في سن الـ11: مثلي الأعلى عبدالباسط

صوته يصدح في المجالس الدينية وسرادقات العزاء، يجلس أمام مشايخ القرية بثبات رغم صغر سنه، يرتل آيات القرآن الكريم، يُطرب بها أذان العشرات المنصتين له، استحوذ حب كتاب الله على قلبه، حتى بات بارعا في تقليد كبار قراء القرآن الكريم، يتنقل في محافظته جنوب سيناء، من شرقها إلى غربها، كلما استدعاه أحد لحفل ديني يٌلبي النداء دون أن يقصر في دراسته، وبات لقب «الشيخ» يلازمه أينما ذهب.

منذ نعومة أظافره، أجاد الصغير «محمد عبدالجليل» تلاوة القرآن الكريم، رغم أنه حُرم من نور عينيه، لكن بقيت بصيرته وقوة أذنيه، فحفظ تلاوات كبار المشايخ والقراء، حتى أتم حفظ القرآن الكريم كاملا حين بلغ عامه الحادي عشر: «محمد وُلد كفيف، لكن حاسة السمع الجيدة عنده ساعدته في سماع وحفظ القرآن، بدأ في حفظه وعمره 5 سنين، وبدأ في الإنشاد الديني من خلال دراسته الأزهرية»، يقول والد الطفل الصغير في بداية حديثه لـ«».

مشايخ عدة اعتاد الصغير محمد، ابن محافظة جنوب سيناء الاستماع إليهم، يقول: «مثلي الأعلى الراحل عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ النقشبندي، وحفظت أداء كل منهم، وأصبحت أحاكيهم  في المجالس الدينية»، بحسب وصف الصغير الكفيف في حديثه لـ«».

وبحسب والده، فإن المركز الأول على مستوى الجمهورية في حفظ القرآن الكريم كان من نصيب الطفل السيناوي، في مسابقة «الحلم المصري»، ما زاد من قيمته في أعين أهل محافظته، حتى كان إماما للمصلين في رمضان الماضي في أثناء صلاة التراويح بالمسجد المجاور لمنزلهم، رغم عمره الذي بلغ الحادية عشر فقط.

إلى جانب إمامة المصلين في التراويح، نال الصغير شرف قراءة القرآن في أحد عزاءات منطقته من قبل: «حفظت القران كله وبحب أسمع وأقلد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد» بحسب وصف محمد، الطالب في الصف الثاني الإعدادي.