| في مساء 23 رمضان.. علامات تمكنك من تمييز ليلة القدر

هل هلال ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك، وهي من ليالي العشر الأواخر من الشهر الكريم، ومن الليالي الوترية التي ترجى أن تكون فيها ليلة القدر، التي قال الله عنها الله في كتابه الكريم: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ»، وورد عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها أنها قالتْ: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: «تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ».. رواه البخاري ومسلم.

وهناك علامات أوضحها الشيخ حمدي نصر، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، توضح خصائص ليلة القدر، منها حديث ورد عن أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبداللهِ بن أُنيسٍ رضِيَ اللهُ عنهُ أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: «أُريتُ ليلةَ القَدْر، ثمَّ أُنسيتُها، وأَراني صُبحَها أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ»، قال: فمُطِرْنا ليلةَ ثلاثٍ وعِشرين، فصلَّى بنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ فانصرَف، وإنَّ أثَرَ الماء والطِّين على جَبهته وأنفِه. قال: وكان عبدالله بن أُنيسٍ يقول: ثلاث وعِشرين.. رواه مسلم.

علامات توضح ليلة القدر

وفي حديثه لـ«»، ذكر «نصر» أن الله تعالى أبهم ليلة القدر لحكمة منه سبحانه، ولو أراد تحديدها في ليلة معينة لحددها، ولأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أنها ليلة غير ثابتة على الدوام، ولكن هناك الكثير من العلامات التي أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم، والتي نستطيع من خلالها تحريها.

ووردت العديد من الأحدايث التي ترجح أنها في الليالي الوترية من العشر الأواخر، وبذلك رأى الكثير من العلماء أنها ربما تكون ليلة السابع والعشرين ورأى آخرون أنها ليلة الخامس والعشرين، ورأى آخرون آنها قد تكون ليلة الثالث والعشرين: «من علامات ليلة القدر أن تكون في ليلة وترية، ويرجحها أكثر إذا صادفت تلك الليلة ليلة جمعة، كمثل هذه الليلة التي نحن بصددها».

الحكمة من إبهام ليلة القدر

لم يشأ الله سبحانه وتعالى أن يظهر ليلة القدر بشكل كامل وفقًا لـ«نصر»، لأنه سبحانه يريد من عباده القرب منه ودوام الطاعة، وكثرة العبادة طوال تلك الليالي المباركة، وإلا لكان أخبرنا بها: «الله يريدنا أن نذهب إليه كل يوم ونضرع له بالعبادة، بجانب أنها ليلة غير ثابتة كل رمضان وإلا لعرفناها، وهذا يدلنا إلى أن إخفائها مقصود وحكمة الله في هذا الأمر ليست عبثًا»، موصيًا أن من صادفها في تلك الليالي وأدى حقها لا ينبغي عليه أن يغفل عن العبادة في باقي ليالي الشهر المبارك.