هل يجوز جمع الصلوات بسبب المرض ؟ يتساءل الكثيرون حول مسألة جمع الفروض، وهل هناك شرط لنجمع الصلوات، وما هى تلك الشروط؟ هذا ما سنتعرف إليه في هذا المقال، فقط تابعنا، واكتشف: متى يجوز جمع الصلاة.. تابعونا.
هل يجوز جمع الصلوات بسبب المرض
إن جمع الصلاة إما تقديم أو تأخير، وفيه نجمع صلاة الظهر مع العصر، أو المغرب مع العشاء، وهناك من يجمع كل الصلوات في نهاية اليوم لأسباب قد تتمثل في السفر، أو الدراسة، أو أي عذر يبيح جمع الصلاة، وأوضح أهل العلم مسألة جمع الصلاة بعذر المرض، ولكن جاء اختلاف بين الفقهاء، وفي التالي نتعرف إلة مختلف الآراء الفقهية حول هذا الأمر، ولكن نبدأ برأي دار الإفتاء المصرية:
- صرحت دار الإفتاء المصرية بأن في حالة وجود مشقة على المريض في مسألة التطهر أو الصلاة فلا حرج في الجمع بين الصلاة، وذلك تيسيرًا على المريض.
- وذلك استنادًا لما جاء في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى في سورة البقرة:
{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} البقرة/185
- في حين يقول الله تعالى في سورة المائدة:
{مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} المائدة/6
يجوز الجمع للمريض بين الصلاتين إذا وجد
والآن: نتعرف إلى رأي الفقهاء حول هل يجوز جمع الصلوات بسبب المرض؟
- أجاز المذهب المالكي والحنبلي والكثير من الشافعية الجمع بين الصلوات بسبب المرض.
وذلك استنادًا لرأي الإمام النووي -رحمه الله- “وهذا الوجه قوي جداً، ويُستدل له بحديث ابن عباس قال: “جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ، وَالمَغْرِبِ وَالعِشَاءِ بِالمَدِينَةِ، فِي غَيرِ خَوفٍ، وَلا مَطَرٍ” رواه مسلم.
- فيما أجازت الشافعية الجمع الصوري في حالة المرض، أي بتأخير الصلاة الأولى لآخر وقت قبل الثانية، وتقديم الثانية لأول وقت.
- ولكن جاء المذهب الحنفي بعدم جواز الجمع بين الصلوات بعذر المرض بالتقديم أو التأخير.
متى يجوز جمع الصلوات
يذكر أن الآراء التي أباحت الجمع بين الصلوات بسبب عذر المرض، ذكرت أن المرض الي يلحقه تأدية صلاة في وقتها مشقة أو ضعف يباح فيه الجمع، أما عن جواز الجمع من عدمه فهناك بعض الآراء الأخرى نذكرها في التالي:
- إن القاعدة في الدين أن المشقة تجلب التيسير، والدليل هنا قول الله تعالى:
{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} البقرة/185.
- في حين جاء ابن رشد في مقدمته بإباحة الجمع، حيث قال:
“اتفق مالك وجميع أصحابه على إباحة الجمع بين المشتركتي الوقت لعذر السفر والمرض والمطر في الجملة”.
- أما ابن قدامة يقول:
“ويجوز الجمع لأجل المرض، وهو قول عطاء، ومالك”
- أما رأي ابن تيمية في الفتاوى الكبرى، كان:
” إن مذهب أحمد جَوَّزَ الْجَمْعَ إذَا كَانَ لَهُ شُغْلٌ، كما روى النسائي ذلك مرفوعًا إلى النبي صل الله عليه وآله وسلم، …إلى أن قال: “يجوز الجمع أيضًا للطباخ والخباز ونحوهما فيما يخشى فساد عمله وماله””
- وعن رأي الإمام النووي:
[ذهب جماعة إلى جواز الجمع في الحضر؛ للحاجة لمن لا يتخذه عادة، وهو قول ابن سيرين وأشهب من أصحاب مالك وحكاه الخطابي عن القفال الشاشي الكبير من أصحاب الشافعي] ويؤيده ظاهر قول ابن عباس رضي الله عنهما: “جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بالْمَدِينَةِ فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ”. فَقِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: “أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ” رواه مسلم.
ومن هنا نكون قد تعرفنا إلى مدى جواز الجمع بين الصلوات، وحكم ذلك في القرآن الكريم، والسنة النبوية، سائلين الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال.. آمين.