يعاني كثيرون من فوبيا الأماكن المغلقة أو المُظلمة؛ لذا وفي إطار جولة ميدانية أجرتها مجموعة طالبات من كلية الفنون التطبيقية جامعة بني سويف قسم التصميم الصناعي، تفقدن خلالها عدد من المستشفيات والمراكز الطبية ومعامل التحاليل، وتلامسن مع سلبيات بعض الأجهزة الطبية من بينها جهاز الرنين المغناطيسي بتصميمه المُغلق، قررن ابتكار تصميمًا آخر ليكون على حرف شكل «C» لحماية هؤلاء المرضى من الخوف والقلق الزائد وقت إجراء الآشعة.
جهاز رنين مغناطيسي على شكل حرف «C»
روت ميرنا عاطف، الطالبة بالفرقة الثالثة كلية الفنون التطبيقية جامعة بني سويف، فكرة تصميمها وثلاثة أخريات من زميلاتها لجهاز رنين مغناطيسي على شكل حرف «C»، موضحة أنه خلال جولتهن الميدانية لعدد من المستشفيات والمراكز الطبية، لاحظن ما يُمكن أن يُسببه التصميم الدائري المُغلق لجهاز الرنين المغناطسي من خوف وقلق زائد للمرضى المصابين بفوبيا الأماكن المُغلقة أو المُظلمة، وأنهن لذلك كرسن وقتهن لابتكار تصميمًا آخر يقيهم هذا الخوف، ليتوصلن إلى تصميم جهاز يكون على شكل حرف «C».
«من خلال التصميم اللي على شكل حرف «C» المريض وهو بيعمل الأشعة مش هيكون في مكان مغلق ولا مظلم ومش هيكون حاسس أنه محاصر وبالتالي هيكون مرتاح ومتطمن وده هدفنا من البداية»، بحسب «ميرنا»، التي أضافت أنهن خلال دراستهن لمادة «العينة الأولى» تم تنفيذ نموذج أولي لجهاز الرنين المغناطيسي على شكل حرف «C» باستخدام بعض الخامات مثل الإكريليك والخشب، إلى جانب تزويده بميكانيزم حركة في الدائرة غير المُكتملة لسهولة دورانها وأيضا ميكانيزم حركة في السرير لتسهيل حركته صعودًا وهبوطًا، إلى جانب تزويده بعجلات لتسهيل حركته والتحكم فيه، فضلًا عن إمكانية طيه وفرده بِما يُسهل من تخزينه وحمله.
التحكم الكامل في حركة الجهاز
حرصت طالبات الفنون التطبيقية على تركيب محول في قاعدة القطعة الدائرية غير المكتملة الأساسية للجهاز، ومن ثم توصيله بموتور يتحكم في حركة الجهاز يمينًا ويسارًا، إلى جانب توصيله بموتور آخر خاص بالسرير بنظام تشغيل مختلف للتحكم في حركته لأعلى وأسفل: «كان لازم تصنيع كل حاجة في الجهاز يتم بدقة شديدة ومقاسات مظبوطة علشان نضمن أن كل قطعة هتأدي وظيفتها على أكمل وجه».
«طالبة بالفريق»: نتمنى التصميم يتنفذ
«بنشكر الدكتور محمد محيي الدين، الأستاذ المساعد بقسم التصميم الصناعي بالكلية والمُشرف على الفريق على تعبه معانا»، وفقًا لـ«ميرنا»، وأنهن برغم تأكدهن من سلامة التصميم وإمكانية تنفيذه على أرض الواقع، إلا أنه ما يزال مجرد نموذج يحتاج إلى التطبيق؛ لكونه يحتاج إلى إمكانات كبيرة لا تتوافر لديهن كطالبات: «نتمنى إن شركة تتبنى التصميم وتنفذه علشان نقدر نخفف من معاناة المرضى».