داخل منزلها ببنها بمحافظة القليوبية جلست «رحمة» تراقب محاولات والدتها المتكررة من صنع أشياء بسيطة من حبات الخرز اللامعة، رغبة بتقليد والدتها بدأت رحمة تجميع حبات الخرز لصنع بعض الاكسسورات البسيطة وحافظات الأقلام باستخدام الغرز البسيطة، غير أن أعمالها الفنية بعمر الـ9 سنوات كشف عن موهبة كبيرة ودقة منتاهية ومنتجات متميزة أدهشت كل من شاهدها، خاصة منتجاتها من الشنط والإكسسوارات والميداليات.
التعليم من الدورات التدريبية والأنترنت
أمام شغف ابنتها تطلعت الأم إلى تنمية موهبتها بالتدريب، فقامت بإلحاقها بعدد من الدورات التدريبية الخاصة بتعليم الأعمال اليدوية المصنوعة من الخرز وهي بعمر الـ11 عامًا، إضافة إلى جمع كافة الفيديوهات التعليمية التي تتناول صناعة المنتجات من الخرز من الإنترنت، بجانب دراستها التي تفوقت بها وظلت محتفظة بترتيبها الأول على المدرسة وحفظها لكتاب الله كاملًا، لتبدأ رحمة فصلًا جديدًا من الإبداع في صنع الأعمال الفنية المصنوعة من الخرز، وتأسيس مشروعها الخاص ببيع منتجاتها من الهاند ميد.
والدة رحمة: مهارتها أدهشت الجميع
«اتفاجئت بحجم موهبتها وشغلها المميز» بهذه الكلمات بدأت سالي رأفت والدة طالبة بنها رحمة حمدي عبد الله حديثها لـ «»، متابعة أن رحمة كانت محبة للفنون بأشكالها منذ الصغر خاصة الرسم والكورشيه، غير أن اهتمامها بالخرز كان مختلف، وأبدت به مهارة عالية أدهشت الجميع، خاصة أنها تتحلى بالصبر والقدرة الكبيرة على التعلم والتطوير.
رواج منتجاتها بمحافظتها
بتصميمات مبتكرة ورسومات على المنتجات المصنوعة من الخرز ذاع صيت منتجات «رحمة» التي لم تعد تلاحق على الطلبات بحسب ما ذكرت والدتها لتؤسس مشروعها الناجح لبيع المنتجات من الخرز وهي ما زالت بعمر الـ14 عامًا وبالصف الثاني الإعدادي، بأحد المعاهد الأزهرية ببنها، لتصبح أصغر رائدة أعمال ببلدتها، تستمد سعادتها من سعادة الآخرين بمنتجاتها.
مواجهة الصعوبات ورغبة بالمشاركة بالمعارض
وعن الصعوبات التي تواجه رحمة تروي والدتها أن إحضار الخامات من مناطق بعيدة تستلزم السفر هو أبرز الصعوبات التي تواجه نجلتها، إذ إن جودة الخرز وأسعاره المعقولة تكون بمناطق بعيدة عن محافظتها، وتأمل رحمة أن تحقق حلمها بالمشاركة بالمعارض الكبرى بالفترة المقبلة إذا كانت مواعيدها لا تتضارب مع مواعيد دراستها، إضافة إلى رغبتها في تطوير مشروعها وتسويقه بصورة أوسع على مستوى كافة المحافظات.