معرض كبير، عُلق على جدرانه العديد من البراويز التي تحتوي على صور قديمة لسيارات وحناطير ومشاهد من الأفلام القديمة وأيضًا صورًا تجمع صاحب الورشة بالعديد من الشخصيات العامة، بينما على أرضية المعرض، عشرات السيارات والحناطير التي تعود صناعتها ربما لقرن من الزمان، وليست قديمة فحسب، بل تروي حكايات للعديد من الشخصيات في تاريخ مصر الفني والسياسي.
المعرض لشخص يدعى سيد، وشهرته «سيد سيما»، بمجرد الدخول، تشعر أنك تسير في أحد شوارع مصر في خمسينات القرن الماضي، سيارات قديمة تعودت الأعين على رؤيتها في أفلام الأبيض والأسود، والحناطير القديمة التي تعرفها بمجرد سماع صوت حركتها، يروي لـ«»: «بشتغل مورد سيارات للسينما والتلفزيون، بقالي 55 سنة في الوسط الفني، جميع العربيات اللي كانت في المسلسلات والأفلام القديمة أنا اللي بوفرها، بعد ما أخلص كل عمل فني، بعمل صيانة للعربيات وبجهزها عشان أي عمل تاني».
تجارة حناطير منذ أكثر من 55 عاما
الحناطير يتاجر بها «سيد» منذ 55 عامًا، يشتريها ويجهزها ويعدها جيدًا لتكون على أتم الاستعداد للمشاركة في أي عمل فني، وظهرت في مسلسلات بوابة الحلواني والملك فاروق وسرايا عابدين: «مسلسل بوابة الحلواني كانوا بيدوروا على حنطور راحوا القلعة ومعرفوش يجيبوا، كان عندنا واحد بايظ، ظبطته والمسلسل وقف لمدة 6 شهور لغاية ما خلصنا الحنطور».
منذ عام 1969، كتب «سيد» اسمًا وتاريخًا كبيرًا في الفن المصري وتجارة السيارات والحناطير وتوريدها للأعمال السينمائية، فهي غواية بدأت معه منذ صغره: «أنا غاوي عربيات من صغري، بحبها وبصلحها، حب من الطفولة من عند ربنا، وبحب الحاجات الأنتيكة».
صاحب فكرة إيجار السيارات للسينما والدراما
سيارات وحناطير اشتراها بأسعار حينها كانت تبدأ من 50 جنيهًا و100 و150 جنيهًا، مؤكدًا أنه صاحب فكرة إيجار السيارات للأعمال الفنية بالسينما والدراما: «ماكنش في حد بيأجر عربيات، كان الفنان بيمثل في المسلسل أو الفيلم بالعربية بتاعته، وكانوا بيدوروا على عربيات لأنها بدأت تقل، فبدأت أنا أدخل مجال إيجار العربيات».
سيارة رشدي أباظة وصباح والرئيس السادات
تتجول داخل المعرض الذي يعود لسنوات طويلة مضت، فتجد على يمينك سيارة الفنان رشدي أباظة والفنانة صباح، بينما على يسارك سيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وغيرها من سيارات الشخصيات العامة والشهيرة، جميعها اشتراها منذ عشرات السنين، واحتفظ بها: «كنت عاوز أشتري عربية أمينة رزق بس معرفتش، وعربية فاروق فلوكس الفيات، بس اختلفنا عليها».
حكاية سيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات
اشترى سيارة السادات بعد 3 سنوات من المحاولة، إذ رفض مالكها حينها بيعها في البداية، ثم وافق مع ضغط «سيد سيما»، وشاركت بأحداث فيلم «السادات» بحسب حديثه: «كنا بنعمل فيلم السادات وكانوا عاوزين العربية وماكنتش لسه موجوده عندي، العربية دي اشتريتها من لواء شغال في الرئاسة، فضلت وراه 3 سنين لغاية ما أخدتها منه، كانت شيفروليه حجمها كبير أوتوماتيك عربية شيك، والمسند اللي كان بيستند عليه السادات موجود جوه العربية لغاية دلوقتي، ودي العربية الوحيدة اللي بيركبها من أيام الرئيس الأمريكي كارتر».