الهاتف المحمول
أصبح الجميع في عصرنا هذا مهووسا بالتكنولوجيا الحديثة من خلال اقتناء وتغيير الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة و«الآي باد» وآلات التصوير، والبعض قد يلجأ إلى تغيير هاتفه المحمول لشراء نسخة أحدث، على الرغم من استمرار عمل هاتفه المحمول بكفاءة عالية.
وفي ظل تنافس الشركاتِ المنتجة وعروضها المستمرة، يبقى المستخدِمُ هو الهدف الأساسي الذي تُصوّب نحوه الشركات أساليب دعاية وإعلان متنوّعة، كثيرون من يستجيبون لتلك الدعاية دون تفكير، فهل تأتي هذه الاستجابةُ تلبيةً لحاجةٍ فعلية في شراء الهاتف الجديد أو تبديله، أم أنها مجرد مجاراة لموضة العصر بهدف التباهي والتفاخرِ والتميّز؟
إدمان التكنولوجيا
الدكتور محمد محمود حمودة، استشاري ومدرس الطب النفسي وعلاج الإدمان بكلية الطب جامعة الأزهر، بدأ حديثه لـ«» بالإشارة إلى أنه هناك أسباب مختلفة قد تدفع الشخص إلى اقتناء النسخة الأحدث من الهاتف المحمول رغم عدم احتياجه لذلك، أو رغم استمرار كفاءة عمل هاتفه المحمول، أولها ما يعرف بـ«إدمان اقتناء التكنولوجيا» كنوع من أنواع الإدمان المعترف بها في علم النفس.
وتابع حمودة في حديثه عن هوس شراء الهواتف المحمولة الأحدث في كل عام، بأن إدمان التكنولوجيا قد يدفع الشخص المصاب به إلى شراء النسخة الأحدث من أي جهاز لإشباع رغبته وليس فقط الهاتف المحمول.
أشكال إدمان التكنولوجيا
إدمان التكنولوجيا هو حالة من التعلق النفسي والسلوكي بوسائل التكنولوجيا الحديثة لمستوى لا يستطيع معه الشخص السيطرة على سلوكياته، ويدفعه ذلك السلوك إلى شراء الجهاز الجديد من أجل هدف واحد، وهو أن يحصل على أحدث الصيحات التكنولوجية على النحو الذي يشبع رغبته ويرضي طموحه.
وتتمثل صور إدمان التكنولوجيا في عدة أشكال، منها إدمان الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعين أو إدمان اقتناء الهواتف المحمولة، وأيضا إدمان الألعاب الإلكترونية، وهذا يشمل إدمان وسائل الاتصال الحديثة باختلاف أشكالها وأنواعها.
وعلاج إدمان التكنولوجيا يتطلب قناعة تامة من الشخص المدمن بأن الحياة أوسع من حصرها في هاتف خلوي أو جهاز كمبيوتر، حسب قول الدكتور محمد محمود حمودة، استشاري ومدرس الطب النفسي وعلاج الإدمان بكلية الطب جامعة الأزهر.
الرغبة في الاستعراض
سبب آخر قد يدفع الأشخاص إلى شراء هاتف محمول حديث على الرغم من استمرار كفاءة هاتفه الشخصي، وهو الرغبة في الاستعراض، وهي شخصيات وصفها «حمودة» بأنها هيستيرية، كشخص يلجأ لتغيير سيارته كل عام بموديل العام الجديد.
وكثيرًا ما يصطف بعض الأشخاص في طوابير طويلة أمام متاجر بيع الهواتف المحمولة لشراء أحدث إصداراتها في لحظة بيعها في الأسواق، حتى أن البعض قد يبيت أمام المتجر ليلة طرح المنتج الجديد، ويندرج هذا تحت إدمان التكنولوجيا.
تواجه العديد من البلدان في شرق آسيا مشكلة إدمان الأطفال والمراهقين للهواتف المحمولة، وتم تصنيف دول جنوب شرق آسيا من أكثر الدول نشاطاً في المجال الإلكتروني، وإدمان الشراء، بحسب دراسات علمية أجريت في هذا المجال، ما ينتج عنه تداعيات سلبية مباشرة على الصحة الجسمانية والنفسية، إلى جانب تأثير ذلك على العلاقات الاجتماعية.
أما الأضرار النفسية والاجتماعية الناتجة عن إدمان التكنولوجيا تتمثل في عدم إقامة علاقات اجتماعية قوية، وتكسير الروابط الأسرية والعائلية، ما ينتج عنه شخصية خجولة مترددة غير قادرة على التعامل و التكيف مع الواقع.
هوس الشراء
أما السبب الثالث الذي أشار إليه استشاري ومدرس الطب النفسي وعلاج الإدمان بكلية الطب جامعة الأزهر، هو هوس الشراء بشكل عام وليس هوس التكنولوجيا فقط، وبحسب قوله فإن هوس الشراء لا يقتصر على التكنولوجيا الحديثة فقط بل هوس شراء لكل الأشياء بشكل زائد عن الطبيعي، كالمواد الغذائية والملابس وغيرها من المنتجات على الرغم من عدم حاجة الشخص لذلك.