| حكاية عملة فلسطينية «لا تقدر بثمن» تقتنيها أسرة مصرية.. صدرت قبل الاحتلال

لم يكن يعلم مصري عاش حياته مغرما باقتناء العملات المعدنية القديمة، أن صندوق خزانته قد يحوي عملة توثق تاريخ دولة فلسطين، التي تحاول قوات الاحتلال الإسرائيلي طمسه، ليعثر الأحفاد على العملة صدفة، بالتزامن مع بداية العدوان الغاشم على قطاع غزة، مقررين وقتها مشاركة تلك الصور، كدليل إثبات بأحقية الفلسطينيين في الحصول على أراضيهم. 

ما المكتوب على العملة الفلسطينية؟

«فلسطين» هكذا دون اسم الدولة على باللغات العربية والإنجليزية والعبرية على العملة المعدنية التي يعود تاريخها إلى عام 1939، والتي ظلت لسنوات طويلة بين مجموعة نقود قديمة، تنوعت بين مصرية وليبية وإنجليزية، بحسب ما أكده ابن صاحب العملات أحمد حسان، لـ«»، صانع محتوى، مشيرا إلى أنه لم يكن يعلم بوجودها نهائيا.

«حسان»، عثر على تلك العملة في جلسة عائلية مع أبناء شقيقته، موضحا: «كنا بنتفرج على العملات القديمة بتاعة جدهم، وفجأة بنت أختي الصغيرة لقت العملة، وسألتني إي ده شلن، ووقتها بدأت أقولها إن دي عملة فلسطين وعرفتها بالدولة، ووقتها قررت تاخد العملة دي بالذات وتعملها سلسلة، ووقتها فضلت أقول لأحفاد والدي شوفتوا جدكم مش موجود، لكن عملة حفظها كانت مشاركة في تاريخ مش هيتنسي». 

وقرر «حسان» على هامش الأحداث في فلسطين نشر تلك الصورة المرتبطة بعملة فلسطين، ولم يكن في عقله أنها ستحقق صدى عبر منصات التواصل الاجتماعي: «اتفاجئت بالصدى اللي حصل للصور، ووقتها كانت في أسئلة كتير عن ليه كان مكتوب بالعبرية عليها، وبدأت أدور في تاريخ النقد الفلسطيني». 

تاريخ النقود الفلسطينية

وبحسب تاريخ النقود الفلسطينية، إن العملات التي كان يعمل بها داخل فلسطين الجنية المصرى وإمارة شرق الأردن، إبّان عهد الدولة العثمانية، ومع الانتداب البريطاني في عام 1924، رأت سلطات الاحتلال البريطاني، أن الوقت مناسب لتأسيس نظام نقد خاص بفلسطين، فشكل المندوب السامي لجنة لدراسة إمكانية سك نقد فلسطيني والخطة المناسبة لذلك، وكانت اللجنة تضم 4 مديرين لمصارف أجنبية، و3 من موظفي الحكومة، و3 من اليهود تختارهم المنظمة الصهيونية، و2 من العرب تعينهم الحكومة، واستبدال النقد المصري بالنقد الفلسطيني الذي سيكتب عليه باللغات الثلاث الإنجليزية والعربية والعبرية. 

وبعد النكبة عام 1948، انحل مجلس فلسطين للنقد، وتوقف إصدار الجنيه الفلسطيني، واستمرت المعاملة بالأوراق والقطاعات النقدية في المملكة الأردنية الهاشمية والضفة الغربية حتى 1949، عندما بدأت السلطات الأردنية إصدار الدينار الأردني، وفي قطاع غزة حل الجنيه المصري محل الجنيه الفلسطيني في 1951، بحسب ما جاء في مركز المعلومات الفلسطيني «وفا».

وفي المدن التي احتلها العدوان الإسرائيلي، استمرت المعاملة بالجنيه الفلسطيني حتى 1952، وفي أوائل الخمسينيات أقامت إسرائيل بنكا مركزيا أصدر الليرة الإسرائيلية بدلا من الجنيه الفلسطيني، وبعد سقوط الضفة الغربية وقطاع غزة بيد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 أغلقت سلطات الاحتلال البنوك الفلسطينية، وفرضت على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة التعامل بالليرة الإسرائيلية، ولاحقا بالشيكل والشيكل الجديد.