والمسرحية من تأليف زهرة الفرج، وإخراج محمد الحمد، وأداء فرقة كلوز ميديا، ضمن مهرجان الرياض المسرحي بتنظيم من هيئة المسرح والفنون الأدائية.
تصحر وجفاف
قال أستاذ الأدب والنقد والبلاغة في كلية الآداب بالأحساء يونس البدر إن المسرحية، تقول في رسالة غير مضمرة، إن مفاتيح الحياة ومباهجها هي بيد الإنسان ذاته، وكل ما عليه أن يقف ويصمد أمام أي إرادة أخرى تريد له الفناء، حتى لو كانت هي «الحبّ» نفسه في عنفوانه وجبروته، وإن في نهاية كل كهف فرجة للنور، وإنّ رياح الظلام والجمود زائلة حتمًا طالما بقي الإنسان راسخًا في الأرض بمواقفه الصلبة والشجاعة، وظلّ محبًا لوطنه ومتمسكًّا بهويته وقيمه النبيلة، مشيدًا بهيئة المسرح والفنون الأدائية، لإطلاقهم طيور الإبداع في مهرجان الرياض المسرحي على امتداد مدن المملكة، وعلى قدر اتّساع تعطّشنا لهذه الكرنفالات الفنية والإبداعية، وأتاحوا لنا فرصة الاستمتاع بحضور هذه العروض الناضجة، التي تنم عن وعي ثقافي وحضاري وإنساني عميق.
أنسنة تاريخ الأرض
أشار مدير الانتاج في المسرحية عباس الشويفعي، إلى أن المسرحية، هي محاولة، أنسنة تاريخ هذه الأرض، التي تشد إليها إحساسنا بالحب والامتنان، تأتي القصة في رحلة يُستعذب فيها العذاب، حول «طليعة»، فتاة القرية التي يعشقها «حاصب» رجل الصحراء الشديد، الذي تدفعه العذوبة الدفينة في روحه أن يتزوجها مقابل أن تتحول إلى صخرة في كهفه، وترفض الفتاة هذا المصير وتختار الزواج من آخر، في سبيل حماية قريتها من هجير هذا الحب.
بيئة الأحساء
أوضح مخرج المسرحية محمد الحمد، أن المسرحية، تتحدث عن بيئة الأحساء، التي تكونت وصمدت في أوجه الريح، وتمثيلها في شخصية «طليعة» بالنخلة والخضار في بيئة الأحساء، وفي شخصية «حاصب» للريح، و«حاصب» يرغب في الزواج من «طليعة»، وهي ترغب في أن تكون صخرة ثابتة، وترفض أن تكون صخرة ثابتة في كهف «حاصب»، مع استمرار «طليعة» برغبتها في أن تكون مثمرة، لافتًا إلى أن هناك قراءة أخرى للعرض، تتمثل في الصراع البيئي والمجتمعي بين أهل البادية والحاضرة، ورفض كل منهما العيش في وسط الآخر، فكل منهما معتاد العيش في أجواء بيئته، فأهل البادية معتادون للعيش في الصحراء، وأهل الحاضرة معتادون على العيش في القرية، وفي نهاية العرض الكل يستقر في موقعه.