منذ اندلاع أحداث فلسطين الأخيرة، التي بدأت في السابع من أكتوبر تحت مسمى عملية «طوفان الأقصى»، وما جاء على إثرها هجوم إسرائيلي مستمر حتى اللحظة دون توقف، مخلفا نحو 10 آلاف شهيد وآلاف المصابين والمفقودين؛ سارعت مصر كعادتها لتقديم الدعم الكبير للأشقاء في غزة بكل ما الطرق الممكنة، وعلى مستوى حكومي وشعبي، لتظل مصر دائما سباقة في قلب الأزمات العربية.
دعم فلسطين وأبطال قطاع غزة
ومن ضمن من تفاعلوا مع أحداث غزة، وناصر القضية الفلسطينية بطريقته، عمر نمنم، صاحب الـ27 عاما، من أبناء الشرقية، إذ اختار أن يعبر عن حبه ودعمه لفلسطين والأبطال في قطاع غزة باستخدام موهبته في مجال النحت وتصميم المصغرات، وذلك من خلال تصميم قطعة خشبية بطول 80 سم تأخذ شكل خريطة فلسطين كاملة، واستخدم فيها علم الدولة الشقيقة.
وقرر عمر التبرع بـ75% من أرباح هذا الماكيت، الذي وصل سعره لـ1500 جنيه لأهالي فلسطين، من خلال منظمة الهلال الأحمر.
ولم تكن هذه أول مشاركة لعمر في دعم القضية الفلسطينية، حيث قدّم منذ أيام عبر صفحته على «فيسبوك»، سلسلة تتدلى منها خريطة فلسطين، معلنا عن دعم آخر للفلسطينيين وهو التبرع بـ50% من كامل أرباحه لمدة شهر لأهالي غزة تُقدم من خلال مؤسسة مرسال بالإضافة لـ25% تبرع لله على أرواح الشهداء.
بداية «عمر» في فن المصغرات
بدأ عمر في فن المصغرات عن طريق الصدفة منذ حوالي 9 سنوات، فلم تكن لديه الموهبة منذ الصغر ولا حتى هي مجال دراسته فهو خريج كلية الزراعة، فعند مشاهدته بعض الصور للمصغرات على الإنترنت لاقت إعجابه وقرر تعلم طريقة تنفيذها.
وبعد محاولات عدة للتعلم، بدأ في تنفيذ أول مصغر له على شكل مروحة وقام بنشرها على الإنترنت لمشاركتها مع زملاؤه وأقاربه: «مكنتش متخيل إنها هتعجب الناس بشكل كبير كدة على الرغم من كونها بدائية الصنع وكان ده دافع لتجربة تصميم أشكال تانية بالأخص الأدوات الموسيقية كالكمانجة والجيتار واللي بتكون سهلة في تنفيذها وشكلها بيكون أقرب للواقع بشكل كبير».
أدوات مختلفة يستخدمها «عمر»
ويعتمد عمر في تصميماته على أدوات مختلفة تتنوع بين الخشب والخيوط والدبابيس والصلصال الحراري والجلد والالإكلريك ويختلف استخدامها حسب نوع وشكل الماكيت المطلوب فيتم استخدام المواد التي تظهره أقرب للواقع بشكل كبير.
وبعد عامين من تصميم المصغرات وتمكنه منها، قرر عمر الاتجاه لفن النحت والتوسع في الأعمال التي يصنعها، فبدأ بالبحث على الإنترنت والتعلم من خلال العديد من الفيديوهات حتى أنتج أول شكل منحوت من تصميمه على شكل الأنيميشن الشهير «مارد وشوشني»: «لما نزلت الصورة بتاعة مارد وشوشني عملت انتشار ونجاح كبير على السوشيال ميديا خصوصا إن حجمها كان 5 سم ولقيت ناس كتير بتبعتلي إنها عايزاني أعملهم أشكال معينة ومكنش في بالي خالص من البداية فكرة البيع فبدأت أشتغل في الموضوع كمصدر للربح وعملت صفحتي على الفيسبوك اللي هي في الأساس لنشر أعمالي ومن بعدها بقيت أبيع من خلالها».
أشكال مختلفة يشكلها «عمر» من فن المصغرات
وتختلف الأشكال التي ينفذها عمر حسب رغبة كل عميل، فالهدية غالبا تعبر عن صاحبها والأشياء التي يحبها أو مهنته لذلك فحوالي 70٪ من الأشكال لا يتكرر طلبها لديه فبالتالي دائما يكون هناك أشكال وأفكار جديدة ومختلفة.
حقق عمر انتشارا كبيرا في محافظات مصر، ووصل لدول أخرى بأعماله، ويتمنى أن يكون له بازار خاص به لعرض أعماله وبيعها بجانب صفحته على فيسبوك، ويتمنى المشاركة في المعارض المختلفة وأبرزها معرض «تراثنا» للحرف اليدوية والتراثية والذي يعتبر فرصة كبيرة توفرها الدولة لأصحاب هذه الأعمال.