كما أظهر التحليل الشامل لصحة الأم في جميع أنحاء العالم، وجود عبء كبير للغاية من المشاكل الصحية طويلة الأمد بعد الولادة، والتي تستمر لأشهر وحتى سنوات، وأن واحدة من كل 3 أمهات جدد في جميع أنحاء العالم تتأثر بتلك الحالات الطبية.
وأوضحت الدراسة عن العبء الكبير لظروف ما بعد الولادة التي تستمر خلال الأشهر أو حتى السنوات بعد الولادة، والتي تشمل آلام أسفل الظهر التي تؤثر على 32% من النساء، وسلس البول (8-31%)، والقلق (9-24%)، والاكتئاب (11-17%)، والخوف من الولادة (6-15%)، والعقم الثانوي (11%).
وفي مراجعة للوثائق التي تمتد لأكثر من عقد من الزمن، لم يعثر باحثو الدراسة على أي مبادئ توجيهية حديثة عالية الجودة لدعم العلاج الفعال لـ 40% من 32 حالة ذات أولوية، فضلا عن أنهم لم يعثروا على مبدأ توجيهي واحد عالي الجودة من دولة منخفضة أو متوسطة الدخل.
كذلك حذر الباحثون من أن فجوات البيانات كانت كبيرة، ولم تكن هناك دراسات تمثيلية على المستوى الوطني أو عالمية، لأي من الحالات التي تم تحديدها من خلال البحث.
وأشاروا إلى أن “البيانات المتاحة تقتصر إلى حد كبير على الدول الأكثر ثراء، وأن رقم 40 مليون امرأة قد يقلل من العبء العالمي الموجود فعليا، في الوقت الذي تلد فيه قرابة 140 مليون امرأة سنويا”.
وتنصح السلسلة الأوسع المتعلقة بصحة الأم في الفترة المحيطة بالولادة وما بعدها، بإيلاء اهتمام أكبر بصحة النساء والفتيات على المدى الطويل، قبل الحمل وبعده.
وأكدت الدراسة أن عدم الاهتمام بمثل هذه القضايا الأساسية، يساعد في تفسير سبب فشل 121 دولة من أصل 185 دولة في تحقيق تقدم ملحوظ في الحد من وفيات الأمهات، على مدى العشرين عاما الماضية.
وفي هذا الصدد، شددت مديرة الصحة الجنسية والإنجابية والأبحاث في منظمة الصحة العالمية، البروفيسور باسكال ألوتي، أن النساء “يحتجن طوال حياتهن وبعد مرحلة الأمومة، إلى الوصول إلى مجموعة من الخدمات من مقدمي الرعاية الصحية، الذين يستمعون إلى اهتماماتهن ويلبون احتياجاتهن، حتى لا يبقين على قيد الحياة بعد الولادة فحسب، بل يمكنهن التمتع بصحة جيدة ونوعية الحياة”.