قالت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى: إن واشنطن تعتبر صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة التي يجري بحثها حالياً “نقطة بداية حاسمة”.
وأشارت إلى أنه “كانت بداية هذا الصراع قاتمة، ونحن نركز على الاستفادة من الفرص التي يوفرها من يركزون على تحقيق سعي الشعب الفلسطيني لإقامة دولة فلسطينية، وهو سعي مشروع وغير محقق بعد”.
وقالت في حديث للصحافيين عبر تقنية “زووم”: “نحن منخرطون بشدة في الجهود المبذولة للتوصل إلى ترتيب لإطلاق سراح الرهائن، لذلك كان مدير وكالة المخابرات المركزية بأوروبا في نهاية الأسبوع الماضي؛ للعمل بشكل مكثف مع شريكتنا مصر وشريكتنا قطر وشركائنا الإسرائيليين لوضع مقترح يتم تقديمه إلى حماس؛ بغرض البدء بصفقة من شأنها أن تشمل أيضاً هدنة أو هدناً إنسانية”.
وأضافت: “إذاً نحن نعتبر صفقة الرهائن هذه نقطة بداية حاسمة، وثمة سبيل ينبغي التوصل إليه في نهاية المطاف ليفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية”. وتابعت: “الأمران منفصلان، وقد عرقل استخدام حماس للعنف غير العادي الجهود الرامية إلى تحقيق هذه الغاية. ولكن في كل أزمة، لا يزال هناك مجال للفرص، وقد سمعتم الرئيس بايدن، ووزير الخارجية بلينكن، ومستشار الأمن القومي سوليفان، يتحدثون عن هذا، في نهاية المطاف، سيتم تحقيق السلام والاستقرار والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين من خلال مسار تفاوضي لإقامة الدولة الفلسطينية، وهذا شيء نحن ملتزمون به”.
وبشأن ما آلت إليه المداولات بشأن الصفقة، قالت: “أعتقد أنهم لا يزالون في مرحلة المداولات”.
وتصل ليف إلى المنطقة قبيل جولة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. وقالت ليف: “لقد زرت المنطقة ست مرات منذ 7 تشرين الأول، وأنا أعود للمنطقة. وهدفنا يتمثل بالسعي إلى حل مستدام لهذا الصراع، ولا أعني بذلك وضع حد للنزاع في هذه المرحلة، بل الأهم من ذلك هو النظر إلى ما بعد ما يحصل، والنظر في كيفية بناء مسار يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية ويضع حداً نهائياً لأسباب انعدام الأمن في إسرائيل وانعدام الأمن للشعب الفلسطيني والمنطقة الأوسع أيضاً”.
وحددت 4 أولويات للإدارة الأميركية على المدى الفوري،
وقالت: “إذاً تتمثل أولوياتنا على المدى الفوري والقريب بما يلي: أولاً، نحن نركز بشكل كامل على تحسين الوضع الإنساني المزري في غزة، وذلك من خلال العمل مع كافة شركائنا لزيادة المساعدات التي تصل إلى سكان القطاع، والحثّ على اتخاذ كافة التدابير الممكنة لحماية المدنيين”. وأضافت: “ثانياً، نحن ندفع بقوة باتجاه الإفراج الآمن والفوري عن كافة الرهائن. وثالثاً، نريد أن نضمن عدم تكرار ما حصل يوم 7 أكتوبر والصراع الذي أعقب ذلك – سواء بالنسبة إلى الإسرائيليين أو الفلسطينيين”.
وتابعت ليف: “رابعاً، نحن نسعى إلى ضمان عدم اتساع رقعة الصراع، وقد ركزنا على ذلك من خلال كل ذرّة من دبلوماسيتنا منذ أوائل أيام الصراع. ولا شك في أن هذا الهدف معقد بفعل الأعمال المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها الجهات الفاعلة المدعومة من إيران في مختلف أنحاء المنطقة”.
وأردفت: “إننا نواصل التركيز على الأهداف الفورية وقصيرة الأمد، ونعمل بالتزامن مع ذلك مع الشركاء بغرض إطلاق العمل الشاق الرامي إلى إنشاء مسار يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية. هذه الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام مستدام يصب في صالح الإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة ككل. الولايات المتحدة ملتزمة تجاه هذه المنطقة أكثر من أي وقت مضى، كما أنها ملتزمة بإيجاد سبيل أفضل يؤدي إلى تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للمنطقة”.
وبشأن تعليق الولايات المتحدة دعمها لوكالة “الأونروا” بعد مزاعم إسرائيلية، قالت: “وكالة الأونروا تقدم الخدمات للشعب الفلسطيني، بما في ذلك في غزة حالياً، ولا بديل للعمل الذي تقوم به ولبنيتها وموظفيها في غزة على وجه التحديد”.
وأضافت: “لم يكن أمامنا أي خيار سوى تعليق التمويل الأسبوع الماضي بالنظر إلى جدية هذه المزاعم، ولكننا وغيرنا من الجهات المانحة والأمم المتحدة نعمل بأسرع ما يمكن للكشف عن حقيقة ما جرى، وضمان ألا يتكرر. ولا شك في أننا نتشاور عن كثب مع الحكومة الإسرائيلية والجهات المانحة الأخرى ودول المنطقة وأعضاء الكونغرس”.