ظن كثير منهم أنها النهاية، لكن من رحم المعاناة يولد الأمل، فبينما كان الصغار وأهاليهم المرافقين لهم يقضون ساعات طويلة من الليل، يصارعون آلام الكيماوي، كان القدر ينسج لهم خيوطا من الفرح بأيدي شباب متطوع، دون أن يدري أحدهم الفرحة التي تنتظرهم، وربما تخفف قليلا من وطأة المرض الذي نال من أجسادهم.
لعب جديدة للأطفال مرضى السرطان قبل العيد
في أحد طوابق مستشفى «هرمل» للأورام بمنطقة مصر القديمة والمعهد القومي للأورام بالمنيل، خصص عدد من الشباب المتطوع غرفة لعرض الألعاب الجديدة للأطفال المرضى المقيمين للعلاج هناك، هدايا وألعاب متعددة الأشكال والأحجام يختارون من بينها الأفضل حسب رغباتهم، تطوع بيها فريق من الشباب لإسعادهم، استعدادا لاستقبال العيد بـ«لعبة» جديدة.
«وأنا طفل كان من أسعد لحظات حياتي إني أروح محل لعب واختار لعبه جديدة، عشان كده جت فكرة إننا نعمل محل لعب جميل جوه المستشفى، وندعي الأطفال المرضي إنهم يجوا محل اللعب المؤقت ده، وكل طفل يختار بنفسه لعبة تعجبه»، يقول محمد القوصي، صاحب الفكرة، أحد أفراد فريق المبادرة التطوعية في بداية حديثه لـ«».
الألعاب جديدة بالكامل وكل طفل يختار لعبته بنفسه
على مدار 15 عاما؛ إذ انطلقت البداية من عام 2006، كانت الفكرة سببا في إسعاد العشرات من الأطفال مرضى السرطان، يجمع «القوصي» والمتطوعون معه تبرعات وينتشرون لتوزيعها على الأطفال في المناسبات المختلفة: «اللعب كلها لازم تكون جديدة زي اللي بنجيبها لأولادنا».
وما أن جمع المتطوعون قدرا كافيا من ألعاب عيد الأضحى، بدأوا توزيعها على الاطفال في مستشفى هرمل للأورام: «هنوزع لمدة أسبوع تقريبا، ولحد ما كل اللعب تخلص»، بحسب تعبير محمد القوصي.
«دراجة ملونة وعروسة وأدوات مطبخ»، أحلام بريئة ينسجها أطفال مرضى السرطان في خيالهم كل يوم، حققها «القوصي» والمتطوعون: «كل واحد فرحته باختيار اللعبة اللي نفسه فيها متتوصفش».