بعد حريق فيصل .. خبير معماري يحذر قاطني هذة الأدوار في العقارات
ما أن اقتربت عقارب الساعة من الثانية والنصف صباحا، حتى استقيظ سكان عقار مكون من 12 طابقا في ميدان الساعة بمنطقة الطالبية في فيصل، على حريق هائل نشب في معرض السجاد بالدور الأول، إلا أن الذعر كان مضاعفا لدى قاطنى الطابق الثاني عشر، نظرا لعدم إمكانية النزول بشكل سريع.
وصلت قوات الحماية المدنية والشرطة سريعا إلى مكان الحادث وحاولوا بكل جهدهم طوال نحو ثلاث ساعات إطفاء الحريق، وتم إخلاء السكان وقطع الغاز الطبيعي، إلا أن الأصعب كان إخلاء سكان الطابق الـ12 بسبب وجود خطورة على حياتهم واحتجازهم في العقار المشتعل، ما دفع قوات الحماية المدنية لاستخدام السلم الهيدروليكي لإخراج الأسر العالقة.
وعن سبب تكرار وجود أبراج في منطقة سكنية شعبية وأيضا تأثر سكان الأدوار العليا دائما عند وقوع أي حادث مثل اشتعال النيران أو انهيار مفاجيء، يقول المهندس المعماري والخبير العقاري، عبد المجيد جادو، إنه من المفترض أن هيئة التخطيط العمراني تضع تخطيطات معمارية لكل منطقة وفقا للكثافة والنسب البنائية، حيث أن لكل منطقة كثافة سكانية تحدد على أساسها مجموعة من المحددات لوضع قواعد بناء العقارات والمحلات مثل البنية التحتية، حركة المرور داخل الطرق الفرعية والرئيسية، ثم وضع شروط البناء.
وشرح «جادو» لـ«»، أن هناك شروط بنائية في المناطق السكنية تحدد ارتفاع العقارات: «نسبة البناء على كام من تحت الأرض وارتفاع البناء نفسه، وكمان اعتبارات تانية زي تحقيق حركة الهواء واحتياج الإنسان من الشمس والعناصر الرئيسية في حياته، ويوم ما نخرج من النسق ده تحدث العشوائيات، والقواعد السابقة هي اللي بتحدد طبيعة المبنى، وفي حالة زي اللي حصلت في فيصل المبنى ممكن ميكونش مناسب إنه يكون أهل للسكان، نظرا لأنه مخالف لقواعد البناء الأساسية والبنية التحتية وبالتالي أي نوع من الشرار بيتحول لحريق فورا، ولازم شروط هيئة الدفاع المدني تحترم علشان نحقق السلامة للمبنى والسكان نفسهم».
لماذا تتأثر الأدوار العليا؟
وأوضح «جادو» أن العقار من الناحية التخطيطية وارتفاعه وتهويته في حالة بناءه بطريقة خاطئة، تجعل هناك استغلال للطاقة بشكل مسرف: «هنلاقي مواتير لازم تركب علشان توصل للارتفاعات الكبيرة لأنها أصلا غير مطابقة لقواعد البناء، والأدوار المخالفة بتكون عبارة عن كتل خرسانية ومكعبات مبنية بطريقة غير هندسية أو مدروسة».
ولفت إلى أن أصحاب الأدوار العليا يكونون في خطر دائما بسبب انعدام قواعد السلامة، وكذلك بسبب ضعف البنية التحتية، موضحا أنه عندما يكون هناك خطرا يحدث هلع من السكان وبالتالي يتبعه نزول سريع في الكتلة السكانية على مبنى غير متكافيء البناء، ما يؤثر على سلامة قاطني الأدوار العليا، ويهدد بانهيار تلك الأدوار في البداية.
ويطالب “جادو” قاطني الأدوار العليا بالتأكد من سلامة العقار من الناحية البنائية أولا، لأنهم أول من سيتأثر في حالة وجود خطر مثل انهيار مفاجيء أو حريق، وبالتالي يكون هناك صعوبة في إنقاذهم.
ولكل مبنى سكني أو تجاري طبيعة خاصة في استخداماته وعند مخالفة قواعد البناء يكون المبنى غير صالح للاستخدام الصناعي والتجاري، وهناك أربعة عناصر أساسية تحكم بناء أي عقار وهي:
– القوانين المنظمة للبناء.
– الشركات المنفذة.
– مهندس يحمل خبرات هندسية وملكات التفاعل مع المجتمع.
-المستأجر أو مستخدم المكان.
كيف يتم بناء العقارات؟
– أولا تحديد ارتفاع العقار وفقا لعرض الطريق بحسب قانون البناء، والرجوع إلى هيئة التخطيط العمراني ومعرفة قواعد البناء في المنطقة.
– معرفة دراسات ما قبل التصميم (احتياجات المكان، نقاط التربة، ثم مدخلات الصناعة).
– حساب الكثافة البنائية وخدمالت البنية التحتية من غاز وكهرباء ومجاري ومياه.
– حساب مقاومة التربة التي يتم البناء عليها.
– مطابقة قواعد الدفاع المدني للحفاظ على حياة السكان في حالة وجود خطر وضمان إخلاء سريع وآمن.